رم - مهدي مبارك عبد الله
في خطاب جرئ وواضح له إمام نواب دولته قبل أكثر من 200 سنة مضت قدم الرئيس الأمريكي بنجامين فرانكلين أمام المجلس التأسيسي الأمريكي عام 1799 وصيته التاريخية التي تنبه إلى الإخطار المحدقة بمستقبل أمريكا جراء الخطر اليهودي المتزايد في البلاد حيث قال أيها السادة لا تظنوا أن أمريكا نجت من الأخطار بمجرد نيل الاستقلال فهي ما زالت مهددة بخطر جسيم لا يقل عن خطر الاستعمار وهو الخطر الماحق نتيجة تكاثر اليهود في بلادنا حيث سيصيبنا ما أصاب الدول الأوربية من شرور ومتاعب وهي التي تساهلت مع اليهود ووفرت لهم سبل العيش وتركتهم يستوطنون في أراضيها حين سارع اليهود إلى القضاء على تقاليد ومعتقدات أهلها وقتلوا معنويات شبابها بسموم الإباحية واللا أخلاقية
ثم أفقدوهم الجرأة على العمل وسيطروا على اقتصاديات البلاد وهيمنوا على مقدراتها المالية فأذلوا أهلها وأخضعوهم لمشيئتهم وأصبحوا سادة عليهم ورفضوا الاختلاط بهم ومعايشتهم فاليهود يدخلون أي بلد بصفة دخلاء مساكين وما يلبثون أن يمسكوا بزمام النفوذ والقوة ومن ثم يتآمرون على أهل البلاد ويخونون العهود ثم يتابع بنيامين وصيته وتحذيره ونصيحته ويقول أيها السادة أتوسل إليكم أن تسارعوا لاتخاذ القرار وتطردوا هذه الطغمة الفاجرة من البلاد قبل فوات الأوان من أجل مصلحة أمريكا وأجيالها وإلا سترون بعد قرن واحد أنهم أخطر مما تفكرون وستجدونهم وقد سيطروا على الدولة والأمة ودمروا ما جنينا بدمائنا وسلبوا حريتنا وقضوا على مجتمعنا وثقوا بأنهم لن يرحموا أحفادنا بل سيجعلونهم عبيد في خدمتهم بينما هم يقبعون خلف مكاتبهم يتندرون بسرور بالغ بغبائنا ويسخرون من جهلنا وغرورنا
ويتابع الرئيس الأمريكي فرانكلين قائلا أيها السادة أرجو ألا يجنح مجلسكم الموقر إلى تأجيل هذا القرار وإلا حكم على أجيالنا المقبلة بالذل والفناء وأخيرا أهيب بكم أن تقولوا كلمتكم الأخيرة بطرد اليهود من البلاد وأن أبيتم فثقوا أن الأجيال ستلاحقكم بلعناتها وهي تئن تحت أقدام اليهود هذا ما يفعله اليهودي في المجتمعات التي يخترقها بأساليبه الأخطبوطية فهل نجعل من أبنائنا قرابين على مذبح الصهيونية
وإن ما تنبأ به ( بنجامين فرانكلين ) وحذر منه قبل قرنين من الزمن ها هو يتحقق بكامل صورته ويتجلى في سيطرة اللوبي الصهيوني على مناحي الحياة في الولايات المتحدة الأمريكية وأصبح له الدور الأكبر في تشكيل سياسة أمريكا في الشرق الأوسط حيث يعمل هذا اللوبي على منع نشر أية كلمة تنتقد إسرائيل وإسكات كل الأصوات التي يمكن أن تتبنى بعض الآراء المعارضة لسياسة أمريكا المؤيدة بشكل كامل لإسرائيل وبذلك تكون إسرائيل قد فرضت الرقابة على السياسة الأمريكية والإعلام الأمريكي من جهة كما نجحت في تأمين أكبر قدر ممكن من المساعدات الاقتصادية والعسكرية ومنعت أي موقف أمريكي ممكن أن يقف في جانب الفلسطينيين والعرب
لقد نجح هذا اللوبي في التأثير في الرؤساء الأمريكيين واستمالتهم لخدمة اليهود وإسرائيل ابتداءً من (ترومان ) وانتهاءً ب( ترامب ) حتى ان الكاتب اليهودي الأمريكي جون بيتر عبر عن ذلك بقوله ( إن الرؤساء الأمريكيين ومعاونيهم ينحنون أمام الصهاينة كما ينحني العابد أمام قبر مقدّس )
بعد أن أصبح " المشروع الصهيوني " عند عصابة أصدقاء إسرائيل بزعامة الرئيس ترامب الذي يجهل احداث التاريخ ورجاله ولا يراعي المصلحة الأمريكية العليا ويقدم أمن تل أبيب على أمن واشنطن حيث لم يعد هنالك فرق بين ما هو أمريكي وما هو يهودي صهيوني
فهل سيكون انحياز الأمريكان الجارف لكيان الاحتلال الإسرائيلي ودعمه بلا حدود سبباً في انهيارهم وانحسارهم كما تنبأ المفكر السياسي الأمريكي الرئيس بنجامين فرانكلين وهل سيتعلم رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية والمتنافسون على الرئاسة وآخرهم ( ترامب وبايدن ) الدرس قبل فوات الأوان
اليوم بهذه اللغة الوعظية الواضحة والواعية والصادقة مارس بالإنابة عني الرئيس الراحل بنيامين فرانكلين الكتابة وأعفاني مؤنة أن أملكم السرد والتحليل وقد شئت أن تشاركوني في قراءة شئ من الخطاب التاريخي الهام الذي أصبح وثيقة وطنية تدين الرؤساء و الحكومات الأمريكية المتعاقبة على البيت الأبيض والذين طالتهم لعنات الأجيال فلم يكن فرانكلين يرجم بالغيب أو يخط بالرمل ولم يقرأ برتوكولات حكماء صهيون حيث يصدق الواقع الذي نعيش الان رؤى بنيامين الكاملة ولكأنه اخترق حجب الزمن وبات يطل من مرقده على مجريات الواقع وهكذا ضاعت النصيحة وماتت الوصية مع صاحبها وبقيت الصهيونية تسيطر على أمريكا والعالم وأصبحت أمريكا دمية تحركها أصابع الخفاء الصهيونية العميقة لتدمير الكون ونشر الخراب
أخيرا من المعلوم أن الرئيس فرانكلين لم يدخل التاريخ بناء على نبوءته المبكرة وحرصه على مصلحة بلادة وشعبه بعدما فهم طبيعة اليهود وأهدافهم القذرة لكنه بلا شك جعلته الصهيونية عدوا كبيرا للسامية وإرهابي عصره بعدما لطخت تاريخه وسيرته ومحته من مناهج التعليم وعقول الأجيال وربما تكون لفقت له تهمة وألحقته بأصول عربية او جماعات متشددة اسلامية ولو عن طريق الرضاعة هل يستوعب المتهافتون على المصالحة والتطبيع مع اليهود حقائق التاريخ وهل يتعضون بالحكمة القائلة السعيد من استعاض بغيرة والشقي من استعاض بنفسه وما الفرق بين يهود الماضي من بني قريظة ويهود السفارديم والاشكنازيم اليوم
الحقيقة لا شئ فكلهم أعداء للإنسانية ومجاميع شر أينما حلوا وارتحلوا وهل من يجرؤ على قرأت هذه الوصية على قبر الرئيس الأمريكي الراحل فرانكلين وان يضع إكليل من الغار على ضريحه عنوان وفاء ورجولة في زمن أصبح فيه الخوف من اليهود يقطع نياط قلوب السلاطين والحكام في معظم أقطاب الدنيا
( كم كنت محقا وصادقا يا بنيامين فرانكلن فقد تحققت نبوءتك وأصاب حدسك )
[email protected]