رم - محمد النجار
فتحت استقالة محافظ البنك المركزي الأردني فارس شرف يوم الأحد موجة من التساؤلات عن السبب الذي أدى لتغيير مدير 'أبو البنوك الأردنية' بعد عشرة شهور فقط على تعيينه.
فقد قبل الملك عبد الله الثاني استقالة شرف وعين محمد سعيد شاهين محافظا جديدا للبنك، وقالت مصادر خاصة لـلجزيرة نت إن شرف 'طلب منه الاستقالة' من المنصب الذي يكون للملك دور كبير في تعيين صاحبه.
ولفتت أنظار المراقبين استقالة الرجل بسرعة غير معهودة، ولا سيما من منصب محافظ البنك المركزي الذي تعاقب عليه خمسة أشخاص فقط خلال نصف قرن تقريبا، نظرا لما يمنحه الاستقرار في هذا المنصب من رسائل إيجابية للوضع النقدي والمصرفي في المملكة.
وينتمي شرف للعائلة الهاشمية الحاكمة، وهو نجل رئيس الوزراء الأسبق عبد الحميد شرف، ووزيرة الإعلام ليلى شرف التي استقالت من منصبها وزيرة للإعلام عام 1984 احتجاجا على ما اعتبرته تدخلا رسميا في حرية الإعلام.
قرارات المحافظ :
ومؤخرا ظهر اسم شرف في إحدى برقيات سفارة أميركية سربها موقع ويكيليكس في 30 أغسطس/آب الماضي، باعتباره الرجل الذي رفض منح رئيس الوزراء الأسبق علي أبو الراغب رخصة لإنشاء بنك جديد في الأردن، وذلك أثناء عمله نائبا لمحافظ البنك السابق أمية طوقان.
وقبل ذلك اشتبك شرف علنا مع رئيس الوزراء سمير الرفاعي أثناء عمله مديرا لوحدة الاستثمار في الضمان الاجتماعي، على خلفية خلاف حول شراء أراض تابعة للجيش في منطقة دابوق ومدينة الحسين الطبية، وأشاد الإعلام ورجال السياسة بشرف باعتباره دافع عن أموال الفقراء المستثمرة في الضمان الاجتماعي والمخصصة لتقاعدهم.
ويتحدث سياسيون أردنيون عن أحد أسباب استقالة شرف والمتعلقة بوضع المنحة التي حصل عليها الأردن من السعودية قبل أسابيع في حساب الموازنة العامة، بخلاف ما أرادته مرجعيات عليا من توزيعها على موازنات أخرى داخل الأردن.
غسيل أموال :
وكشفت مصادر مطلعة للجزيرة نت أن أحد أهم الملفات التي تصدى لها شرف تمثلت في تحويله إلى القضاء قضية غسيل أموال اتهم فيها المستثمر الأردني حسن سميك بقيمة مائة مليون دولار.
من جهته اعتبر رئيس اللجنة المالية السابق في مجلس النواب خليل عطية أن استقالة شرف تعتبر 'قرارا خاطئا وضد الإصلاح في نفس الوقت'، لأن محافظ البنك المركزي إذا ارتكب أي خطأ أو اتخذ أي إجراء غير مناسب فيجب إعلام الناس بذلك، لأن 'هذا منصب حساس جدا ونحن عانينا من البنك المركزي وسياساته نهاية الثمانينيات بسبب أخطاء السياسة النقدية' على حد قوله.
وطالب عطية الحكومة بالإعلان عن أسباب الاستقالة 'حتى نقتنع بما تقوم به الحكومة، غير أن رئيس اللجنة النيابية نفى أن يؤثر قرار تغيير شرف على السياسة النقدية أو المصرفية، وقال إن المحافظ الجديد كان نائبا للمحافظ منذ تسع سنوات، و'أعتقد أنه قادر على الاستمرار بالسياسة النقدية'.
ملفات حساسة :
ويرى المحلل الاقتصادي سلامة الدرعاوي أن استقالة شرف جاءت لاصطدامه بعدد من الملفات خلال فترة عمله القصيرة في الأشهر العشرة التي قضاها في المنصب.
وأوضح للجزيرة نت أن شرف اصطدم بالحكومة أكثر من مرة، بداية بانكشاف حساب الخزينة في شهر مارس/آذار من العام الجاري ورفض حينها البنك المركزي تغطية الحساب، مما هدد بعدم قدرة الحكومة على دفع رواتب الموظفين وسط حالة من الغضب الشعبي.
ولفت الدرعاوي إلى أن تحويل شرف رجل الأعمال حسن سميك إلى القضاء بتهمة غسيل الأموال 'أغضب مرجعيات عليا يعتبر سميك مقربا منها'، وتابع أن رؤساء بنوك اتهموا شرف باتخاذ إجراءات مشددة ضد بعض البنوك 'التي يرتبط أصحابها بعلاقات مع مسؤولين لا سيما رئيس الوزراء'.
وعن قضية المنحة السعودية، اعتبر الدرعاوي أن شرف اختلف مع مسؤولين في الحكومة بشأن أولويات إنفاقها، وهو ما عجل برحيل الرجل.
وحسب رأي الدرعاوي فإن تغيير محافظ البنك المركزي 'بهذه السرعة أمر خطير ويعطي رسالة سلبية جدا وخاطئة وضبابية للمستثمرين، الذين سيعتبرون خطوة إقالة محافظ البنك المركزي مؤشرا سلبيا للاستقرار النقدي والمصرفي بالأردن'.
عن الجزيرة نت
التعليقات
هاي كلها محللين وخبراء اقتصاد
طيب اعطونا يا حكومه تبرير مقنع عن يلي عم بصير تأخير في الاصلاح قرارات بتنزل دون بيان الحقيقه تعينات مستشارين بالمجرفه والكريك مصاريف اشي كان واشي ما كان قلعطتونا بكفي رئيس الحكومه قبل اربعة شهور في مؤتمر صحفي قال بالحرف الواحد الشعب الاردني رح يتفاجى وتكون المعلومات ةالحقائق تفوق توقعاتهم وين يا ابو سليمان لا فاقت توقعاتنا ولا توقعاتهم ولا توقعاتهن بكفي كرامه لله ولرسوله الناس ما عادت ساذجه ينضحك عليها الشعب الاردني تغير . . تغير . . افهموا يا مسؤلين بعدكوا نايمين اصحوا
معقول اخوة والا بس تشابهه اسماء