طلق زوجته وترك طفليه خشية الفاقة والجوع ولجأ الى العيش في جحر متهالك


رم -

رم - جرش - الدستور - حسني العتوم

ابلغني صديق عن حكاية رجل اربعيني لم اصدقها في البداية لكن زيارتي للمكان الذي يأوي هذا الرجل جعلني اراجع عقلي المرة تلو الاخرى متسائلا عما اذا كان مثل هذا الحدث يحدث في جرش وهل يحدث مثل هذا في احدى قرى جرش الغربية ونحن نقضي العقد الاول من القرن الحادي والعشرين.

مواطن من مدينة سوف تجاوز عقد الاربعين من عمره يقضي حياته منذ عامين هائما على وجه ليس بسبب خلل عقلي او عاهة المت به انما بسبب قساوة الحياة التي حطت من عزيمته فخارت قواه ولم يعد قادرا على الكسب ليعيل نفسه واسرته وامام المعاناة التي يعيشها وعدم مقدرته على تأمين الحياة وادنى متطلباتها من رغيف الخبز قرر ان يطلق زوجته وبحضانتها طفلين ليطلق العنان لنفسه في هذه الحياة الضيقة عليه بحثا عن قوت نفسه.

وتشتد الفاقة اكثر واكثر عندما لم يجد مكانا يأوي اليه ولم يكن امامه الا مغارة وليست بمغارة كما انها ليست كهفا لكن يمكن تسميتها بـ"جحر" ، يدخل اليها حبوا ليصل الى تجويف عند نهايتها التي هي عبارة عن عدد من الصخور كما تبدو للناظر آيلة للسقوط.

تفحصت المكان وانا انظر لهذا الانسان وادقق النظر بما حولي فكل شيء ينبيك بالم ما بعده الم ، هنا لحاف عفا عليه الزمن واكل منه الدهر وشرب وقنينة صغيرة فيها شئ من الزيت وبضعة كسيرات من الخبز اليابس وابريق شاي وبعض عيدان الحطب.

الرجل تارة يضحك من هذا الزمن فتطالعك بقايا اسنان في فمه ، فيما يرتعش جسده لا ادري من البرد ام من مرض ما يعاني منه

سألته لماذا لم تخبر مديرية التنمية الاجتماعية عن وضعك فقال لا ادري عن شئ بهذا الاسم.

- فمن اين تأكل؟.

- فقال اذهب في الصباح واحوش رغيف خبز وهذا يكفي لقوت ذلك اليوم.

- وماذا تريد؟.

- لا شيء سوى ان اغادر هذه الدنيا فلم يعد لي بها حاجة.

اعتقد ان الخير موجود في هذا البلد الطيب وكذلك الخيرين.. لكن السؤال الذي يلح علي دائما عندما اواجه مثل هذه الحالة الانسانية هو اين هي كوادر التنمية الاجتماعية ولماذا لا تبحث عن مثل هؤلاء رغم انني اعتقد ايضا ان الكثيرين ممن يراجعون ويلحون على المسؤولين فيها لمساعدتهم غير محتاجين للمساعدة،؟.
 
 




عدد المشاهدات : (3413)

تعليقات القراء

احمد العتوم
ارجوا ان من الناشر اين يصرح عن اسم الشخص لغايات عمل الخير
05-05-2010 12:00 AM

أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :