دياب تحلق في سماء الإبداع وتضع بصمة المرأة الأردنية


رم -

بالرغم من صغر سنها وخبرتها القصيرة في العمل بمجال الاتصالات، إلا أن الثلاثينية ريما دياب استطاعت أن تثبت لكل من يحيطون بها أن المرأة الأردنية مؤهلة لأن تشغل أهم المناصب وأن تتميز بما لا تستطيع مثيلاتها من النساء القيام به.
دياب التي تؤمن بمقولة "من جد وجد ومن سار على الدرب وصل" وبحنكتها وجهدها المتواصل تشغل الآن منصب المدير الإقليمي لشركة "الكاتيل"، وهي بذلك أول إمرأة من الشرق الأوسط تشغل هذا المنصب.
كللت دياب نجاحاتها المتكررة بعدد من الجوائز العربية والعالمية، حيث حصلت على أول جائزة في قطاع التكنولوجيا 2013-2014 في دبي، وبناء على هذه الجائزة جرى تكريمها في الأردن ضمن أفضل 30 سيدة أردنية في قطاع التكنولوجيا والاتصالات، كما تم تكريمها كأفضل امرأة في شركة آلكاتيل على مستوى العالم.
كما تم ترشيح دياب لجائزة مؤسسة ميرا كول للنساء في قطاع العلوم، التكنولوجيا، الهندسة والرياضيات، الذي أقيم في دبي في الرابع عشر والخامس عشر من الشهر الماضي، برعاية الشيخ محمد بن مكتوم ال مكتوم، إذ تغطي هذه الجائزة دول الشرق الأوسط وإفريقيا والهند والصين.
ويهدف برنامج مؤسسة ميرا كاول، وفق دياب، إلى الاعتراف بالنساء في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات الذين نشأت من خلال صفوف أقرانهم إما كموظفين أو أصحاب المشاريع.
"نشأتي في أسرة متعلمة ساعدني كثيرا وجعلني أكون أكثرا تميزا عن غيري"، تقول الدياب التي توضح قائلة "دعم الوالدين لي، كان هو الطاقة الحقيقية التي منحتني القوة والمثابرة على الرغم من الكثير من التحديات التي واجهتني في سوق العمل".
وتضيف أن والدها المثقف كان هو السبب في نجاحاتها المتواصلة، إلى جانب دعم مديرها المباشر الذي قدرها وآمن بها بغض النظر عن جنسها والاكتفاء بمؤهلاتها وقدراتها.
بدأ مشوار دياب للتميز بعد تخرجها من الجامعة الأردنية في تخصص المحاسبة، حيث تابعت دراستها في الولايات المتحدة الأميركية، فحصلت على ماجستير إدارة الأعمال من جامعة بلفورد / نيويورك – اميركا في العام 2010.
في البداية عملت دياب كموظفة محاسبة عادية في شركة خاصة لحماية الملكية الفكرية لمدة ثلاث سنوات، حتى أصبحت رئيس قسم في الشركة ذاتها، ومن ثم التحقت بالأمم المتحدة كرئيس لقسم المحاسبة في مجال التمويل الصغير، مستمرة في العمل ذاته لثلاث سنوات متتالية.
وتشير "تعييني كمدير عام وممثل تنفيذي لشركة الكاتيل لوسنت الفرنسية فرع الأردن، أثار استغراب الكثير من الناس، خصوصا وأن هذا المنصب لا يشغله في العادة أشخاص عرب، فكيف بسيدة أردنية وفي عمر صغير أيضا"
وتلفت إلى أنها وخلال عملها في مجال الاتصالات في الأردن، واجهت العديد من المشاكل والصعوبات أهمها؛ عقدة المجتمع الذكوري التي ما تزال موجودة إلى الآن على الرغم من دخول الألفية الثالثة.
وتذهب دياب إلى أن التحدي الكبير الذي يواجه المرأة يكون على منحنين؛ الأول أن تثبت نفسها كأنثى متميزة، ومن جهة أخرى كعربية قادرة على القيادة والإبداع، مبينة أن عمل المرأة في سوق العمل يتطلب الصبر، إذ تواجهها الكثير من الصعوبات التي تتطلب منها دائما بذل المزيد من الجهد وتقديم العديد من الأدلة والبراهين على قدرتها.
وتقول "السوق مليء بكفاءات كثيرة من كلا الجنسين بالذات من الذكور"، لافتة إلى أن إثبات نفسها في نمط تنافسي أمر في غاية الصعوبة، سيما وأن النظرة الذكورية طاغية على المجتمع الأردني وسوق العمل.
والواسطة والمحسوبية كانتا من أكثر الأمور التي تقف في وجه دياب، مؤكدة أن التعب والجد هما السبيل الحقيقي الذي يوصل الأشخاص إلى مبتغاهم، مبينة أن النزاهة والشفافية باتت فكرة في ظل ثقافة الواسطة والمعرفة.
وللعمل التطوعي مساحة كافية في حياة دياب وسط عملها المتواصل في الاتصالات والكم الهائل من المؤتمرات التي تأخذ كثيرا من وقتها، إلا أنها تؤمن بالعمل التطوعي وتتأثر فيه، حيث تشارك في كثير من الأعمال التي تقوم بها جمعيتا "الأيتام" و"صناع الحياة."
"بقدر ما تعطي الله يعطيك"، تقول دياب مؤكدة أن ثقافة العطاء شيء في غاية الأهمية ويمنح فاعله الشعور بالسعادة والراحة.
ووسط المهام العديدة الملقاة على عاتق دياب، إلا أن أسرتها من أولويات حياتها، فلا يمكن أن تغفل عن الاهتمام ببيتها وعائلتها أو حتى أن تطلب رضا والديها قبل أن تغفو عيناها، حتى الترويح عن نفسها هو أيضا من أولويات حياتها، مؤمنة بأن أن النجاح في العمل لا يمكن أن يستمر بدون منح النفس وقتا للراحة والاستجمام.
ويشار إلى أن دياب تم استدعاؤها كمتحدثة رسمية لمؤتمر التمكين والقيادة للمرأة، الذي أقيم في عمان في العام 2014 بفندق كمبنسكي /عمان بتنظيم من مؤسسة نسبانا NISPANA تحت رعاية وزارة العمل ووزارة التنمية الاجتماعية متمثلة بالوزيرة ريم ابو حسان، الذي يهدف إلى إبراز دور المرأة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تحت ظلال نظرائهن من الرجال لعدة سنوات، والحصول على صوت أنهن بحاجة دائما للتعبير عن أنفسهن ولتظهر للعالم قدراتها ليس فقط كونها ربة بيت ولكن كشريكة أيضا.
بالإضافة الى أنه تم نشر مقال ضمن المجلة الأشهر في عالم المال والاقتصاد بعنوان نساء تميزن في قطاع المحاسبة والمالية، كما تم الاحتفاء بها داخل شركة الكاتيل لوسنت بمقال ضمن شبكة الكاتيل لوسنت العالمية.
ويذكر أن دياب عضو في الجمعية الأميركية للمحاسبين الإداريينInstitute of Management Accountants (IMA-USA)
Jordanian Association of Management Accountants (JAMA) عضو في الجمعية الأردنية للمحاسبين الاداريين
United Nations Volunteers Program (UNV) متطوعة وعضو في البرنامج التطوعي لدى الأمم المتحدة.




عدد المشاهدات : (3883)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :