أنا نحنُ


رم - النائب يسار خصاونة
بكل وضوح وصراحة قالها دولة رئيس الوزراء نحن مع المقاومة الفلسطينية ضد من يدنس المسجد الأقصى من اليهود ، لم يكن تصريحه هذا بالون اختبار ليعرف ردة فعل المتطرفين من اليهود ، بل جاء تصريحه من موقف الشعب الأردني الثابت في دعم المقاومة الفلسطينية وليس تأييدها فقط وكأنه يقول أنا أنت أيها الشعب ، وأنا نحنُ جميعاً ، نعم حنجرة واحدة ترجمت أصوات جميع الحناجر الأردنية ، وأضاف دولته إن القدس الشرقية هي أرض محتلة، والسيادة فيها للفلسطينيين والوصاية على مقدساتها يتولاها ملك هاشمي يهب عطاءه للأرض فيحتشد الكون خلفه إذا جار الزمان ، وأكد الخصاونه إن ما يقوله وما يقوم به هو من توجيهات جلالة الملك خلال الاجتماع الذي ترأسه جلالته عبر تقنية الاتصال المرئي يوم أمس ، لهذا لا نقبل لأي يهودي متطرف أو لسياسي سابق في السلك الدبلوماسي أن يطلب من الملك لجم حماسة رئيس وزرائه لأن ما قاله ليس بفعل الحماس الآني بل هو موقف الأردن الثابت الرسمي والشعبي ، وهو ما يرضى به سيد البلاد الذي لم يهادن يوما على حساب شعبه وقضية فلسطين وكرامة الأمة ، وليفهم هذا المتطاول بألفاظه ، أن الملك يقف ذات الموقف المبدئي ، الذي صاغ به دستور الأمة بكرامة لا تقبل المهادنة ، والأردن إذا كان يمرّ بأزمات ومصاعب ، وهي حقيقة لا ننكرها ، ولكن لا يجوز له أو لباحث أو مطلع أو مؤرخ أن يستثني منها أية دولة على الإطلاق بعمر تاريخها ومكونات حضارتها ، أما إذا كان الاستثناء على الأردن دون غيره ، فعلى كاتب المقال أن يدرك أن الأردن دولةٌ تحيا بألف عتمة وعتمة ولن تستكين لأحد ، وأن بيارقها لن تنطفئ حتى توقد الذرى وتسرج المعابر الى فلسطين ، فقد وعدها الله انه لن ينال من عهدها الظالمون ، وإن تحالك من حولها الظلام ، فهي دولة لا تخون مواقفها ، وسوف تبقى بإذن بارئها صلبة وعصية وثابتة على الحق حتى تتجاوز كل الصعاب ، مدركين أن تراكم المصاعب إنما هي تتزاحم على كيانهم المارق ملقيةَ الحقَّ على الباطل ، لتطفئ نار سمومهم التي اشتعلت بأحقادهم التي يحاصرهم منها الرماد ، فها هي المقاومة تتوالد على أرض فلسطين بمخاضات الدم والروح ، وأعداد الشهداء الذين تكونت أرض فلسطين من رفات أجسادهم ، وتزيّنت السماء بنور أرواحهم ، ولا استغرب ممن يعتريه الصلف والغرور أن يرسم بخيالاته الواهنة خطوطاً حمراء لنقف عندها ، متناسيا أن مسيرة الانتصار للشعب والشهداء تسير مسرعة نحو الجنان بخطوط خضراء يقل فيها الكلام وتكثر فيها الفضيلة والتضحيات...وبخلاف ذالك فالأردن قيادة وحكومة وشعباً يرفض كل تبريرات الاحتلال أن الزيارات لغير المسلمين إلى الحرم القدسي الشريف"المسجد الأقصى" المبارك ، وإنما هو عمل تنظيمي وإن من واجبات إسرائيل بوصفها القوة القائمة على الاحتلال ، حماية الزائرين وعدم التصعيد ، من خلال فرض التقسيم الزماني والمكاني ، فنحن الأعلم بطبائع اليهود وخداعهم ، إذ لا ينفع التباكي من كاتب يحتجّ على كلمة أثارت حقدهم ، حتى بلغ الطعن من قبله بتغير الحقائق ، وكشف النوايا أنه يرى وحكومة اليهود أن الأردن هي أرض فلسطين والفلسطينيين ، مستغبيا ومتجاهلأ أن فلسطين والأردن هي وحدة واحدة وليس لها سوى ضفة واحدة ، وأن ارواحنا واحدة ، وان فلسطين والأقصى لكل العرب ، وأننا نعرف كل ما يدور حولنا ولا ننسى ، ونملك القدرة على التعامل بالعقل والحكمة وبما يضمن حقنا ويحقق مصلحتنا الوطنية ، فلتصمت الأصوات التي تظن نفسها قادرة على تغيير مواقفنا ، فنحن نرى في القدس أبعد مما يرى.... وعليه أن يصمت دون أن نطلب من سائس الخيل أن يلجمه ، فمواقفنا بوضوحها تلجمه ، و الحق أبلج وصاحبه عند عناق السيف سيروّي زهرة الأقحوان ويعمّدُ الأرضَ والقباب بظل زيتونها وطهرها الأبيض



عدد المشاهدات : (27459)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :