رم - على ما يبدو ان الجيل الجديد من الشباب الاردني بشقيه " الذكور والاناث" قد تناسوا الاكلات الشعبية الاردنية ، والتي فيها يحط البال لذكريات وايام خلت في الزمن الماضي لأبائنا واجدادنا ، وخاصة تلك الاكلات الشعبية التي يكون حامي الوطيس في تناولها بفصل الشتاء ، كالرشوف والمدقوقة وفتة العدس بزيت الزيتون ، وغيرها من الاكلات التي باتت في وقتنا الحاضر في محط النسيان .
وبحسب ما ترويه الحاجة ام محمد ، انه في الزمن الماضي " السبعينات والثمانينات والتسعينات" وما قبل تلك الاعوام في القرن الماضي ، كان فصل الشتاء لا يحلو الا عند طبخ الطعام البلدي ، والذي يكون عادة من حواضر المنزل ، ولا يستدعي شراؤه من الخارج " الاسواق" ، مستذكرة الاكلة الشعبية المدقوقة ، والتي ان اختلف اسمها ، الا ان مكوناتها واحدة والطعم واحد .
وتقول ام محمد ، ان احفادي وهم بريعان الشباب ومنهم ما زال يدرس في الجامعات والمدارس ومنهم من قد انهى دراسته ودخل الى سوق العمل ، استغرب منهم ومن عشقهم للكثير من الوجبات والاطعمة الجاهزة والتي لم اهنأ لحظة عند تذوقها ، ومن تجاهلهم وعدم معرفتهم المطلقة بأكلة المدقوقة الشعبية المشهورة في جميع مدن ومناطق المملكة ، والتي يطلق عليها ايضاً الرشوف ، وهي أكلة شعبية أردنية منتشرة بين أهل الريف والبادية ، وتتكون من العدس والقمح المجروش واللبن والسمن وخبز الشراك والبصل المفروم (ناعم)، موضحة ان تناولها يُستلذ به في فصل الشتاء أكثر من الصيف ،وذلك نظراً لسعراتها الحرارية وبساطة مكوناتها .
وأشارت الى ان مكونات الرشوف " المدقوقة "تختلف من منطقة لأخرى مع الحفاظ على وجود المخيض أو مريس اللبن " الجميد " كمكون رئيسي فيها.
وحول طريق عمل "المدقوقة"، تبين ام محمد انه في البداية يحضر الجميد بتذويبه في ماء ساخن ليصبح سائلاً (مريس) أو ان يستخدم لبن المخيض كبديل ، ومن ثم يقلب البصل المفروم مع السمن ، ومن ثم يُسلق العدس إلى أن يوشك على الاستواء، وفي هذه الأثناء تكون الجريشه منقوعة بعد غسلها لمده لا تقل عن نصف ساعه ، حيث توضع الجريشة المنقوعة مع العدس فوق البصلة ويُرش فوقها الكركم والملح بحسب الرغبة ، وتترك لتغلي غلوة بماءٍ نظيف ولا يكون الماء كثيراً ، بما يساوي تغطية الجريش بقليل ، ومن قم يُصب اللبن على الخليط ويترك ليغلي مدة نصف ساعة .
وأضافت ، انه وعند الانتهاء من عملية التحضير يُقطع خبز الشراك في وعاء ويقطع قطعاً صغيرة في صحن كبير ، وبعد ذلك نقوم يُسكب الرشوف على الخبز ويبقى لفترة قصيرة ليتم تشريب الخبز باللبن، ومن بعدها يُضاف على الرشوف " القدحة " وهي البصل المقلي بالسمن البلدي ، لافتةً الى انه يُقدم مع الرشوف الفجل والبصل الأخضر والزيتون كمقبلات كما ويقدم بوعاء كبير أو زبادي صغار .
ونوهت ام محمد الى الزمن في الوقت الحاضر قد اختلف كثيراً عن الزمن الماضي في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي ، وهو الامر الذي انعكس تباعاً في تغيير ومحو وطمس كل ما هو متعلق بذاك الزمن ، فلم يعد " ابن الجيل" يعلم عن المدقوقة والرشوف والمجدرة وغيرها من الاكلات الشعبية ، وانما يعلم عن البرغر ووالوجبات السريعة ، وبل ويستطيع ان يشرح المكونات وطريقة الاعداد ، داعية الامهات الى اعادة طبخ الاكلات الشعبية القديمة وتعريف اسرتها بها ، وبفائدتها الغذائية ، بديلا من "الديلفري" الذي غزا بيوت الاردنيين كافة .