رم - تامبرة/ فنلندا: في الذّكرى السّنويّة الأولى لرحيل الأديبة والأمّ الرؤوم نعيمة المشايخ التي توافق يوم 12/9/ 2021 أصدر مركز "مركز التنّور" الثّقافيّ الفنلنديّ العربيّ الذي يرأسه الأديب العراقيّ المهجريّ عباس داخل حسن كتاب (نحبّك يا نعيمة: بأقلام مَنْ عاصروها وأحبّوها) في طبعته الأولى الذي جمعه ونقّحه وأعدّه ابنتها الأديبة د. سناء الشّعلان (بنت نعيمة) تقديراً لذكرى والدتها الرّاحلة.
شارك في الكتاب المئات من الأكاديميين والعلماء والباحثين والأدباء والكتّاب والشّعراء والفنّانين والتّربويين والنّقّاد والدّبلوماسيين والباحثين والإعلاميين ورجال الأعمال والنّاشطين في الحقول الثّقافيّة والإبداعيّة والتّربويّة والإنسانيّة ورؤساء الجامعات والمؤسسّات الإبداعيّة والمدنيّة والبحثيّة والتّربويّة والحقوقيين والوجهاء ورموز الثّقافة والإعلام الأردنيين والعرب والعالميين، فضلاً عن مشاركة الأقارب والأهل والجيران والأنسباء ممّن عاصروا الأديبة الرّاحلة نعيمة المشايخ، وربطتها بهم أواصر إنسانيّة قائمة على المحبّة والتّقدير والذّاكرة المشحونة بكلّ طيب وتقدير وولاء لها.
عن هذا الكتاب قال النّاشر عبّاس داخل حسن رئيس "مركز التنّور" الثّقافيّ الفنلنديّ العربيّ: "هذا الكتاب جاء بعد جهد موصول لمدّة عام كامل لجمع مواده التي شارك فيها المئات من أصحاب الهمم العالية والأقلام المحبّة والقامات البارزة في شتّى التخصّصات على مستوى الأردن والوطن العربيّ والعالم بأسره، وتمّ جمع المادّة وتصنيفها وتبويبها وتنقيحها بجهود حثيثة من الابنة البارّة بأمّها د. سناء الشّعلان (بنت نعيمة).
لقد جاء نشر هذا الكتاب بمبادرة حميمة من (مركز التّنور) الثّقافيّ تخليداً لذكرى الرّاحلة نعيمة المشايخ، وحفظاً لمسيرتها الأدبيّة والإنسانيّة؛ فهي نقية التّديّن والأخلاق والتّواضع، حاتمية الكرم لحدّ يعجز الكلام عن وصفه، عرفها الوسط الأدبيّ من خلال ابنتها سناء التي أورثتها جيناتها الإبداعيّة وطيبتها، وهي كاتبة قصص أطفال وصاحبة قلم مدهش لا يعرفه كثيرون إلّا المقربون جدّاً من الأصدقاء، وقد وحالفني الحظّ للاطلاع على بعض مخطوطاتها من سيرة ومذكّرات وعشرات القصص المخطوطة، وصولاً إلى بعض يوميّاتها المدوّنة بعد أنْ انتقلت إلى العالم الآخر اللّامرئيّ، كنتُ شغوفا بآرائها الحصيفة وملاحظاتها التي لا تغفل شاردة أو واردة إلّا والتقطتها، مثلما كنتُ شغوفا بسردها التّاريخيّ لما جرى، ويجري للقضية الفلسطينيّة؛ فقد كانتْ حريصة على سرديّتها التّاريخيّة بدقة وموضوعّية منقطعة النّظير؛ فهي مؤرّخة من طراز رفيع للفلكور الفلسطينيّ، و"للخرافيّات" الشّعبيّة والأمثال الفلسطينيّة".
كما شكر عبّاس داخل حسن ود. سناء الشّعلان كلّ مَنْ شارك في هذا الكتاب التّوثيقيّ السّيريّ على شكل شهادات تمثّل فيما تمثّل إخلاصهم ومحبّتهم وتقديرهم لنعيمة المشايخ، وشكرا كلّ مَنْ قدّم العون في سبيل أن يرى الكتاب النّور، ويخلّد ذكرى الرّاحلة، وذكرا أنّه سيكون هناك في القريب أكثر من حفلة إشهار للكتاب في الأردن وفي فنلندا وفي بلدان أخرى.
يُذكر أنّ الكتاب يقع في مئات الصّفحات، وهو مشفوع بمئات الشّهادات الإنسانيّة والإبداعيّة في حقّ نعيمة المشايخ، كما أنّ غلاف الكتاب هو لوحة بريشة الفنّان الأردنيّ التّشكيليّ عاصف نصري، وهي لوحة تحمل اسم (رفيقتي الأبديّة)، في حين شاركتْ الفنّانة التّشكيليّة الإيرانيّة حكيمة توكلي بالكتاب بأربع لوحات بعنوان: (الأمّ وابنتها)، و(الأمّ الطّاهرة)، و(الحبّ الخالد)، و(زهور الحبّ الأبديّ)، كذلك شاركت الفنّانة التّشكيليّة الإيرانيّة زهرا سياحيّ بلوحة بعنوان (أمّي).
جاءت المشاركات في الكتاب على شكل شهادات نثريّة وشعريّة وقصصيّة ودراسات نقديّة ولوحات تشكيليّة فنيّة، واحتوى الكتاب على كلمة للنّاشر عباس داخل حسن وشهادة من الابنة د. سناء الشعلان (بنت نعيمة)، وشهادة إبداعيّة خاصّة من الرّاحلة نعيمة المشايخ في حقل الأمومة والإبداعية. واحتوى الكتاب كذلك على ملحق للصّورة والوثائق وسيرة نعيمة المشايخ.
تصدّر الكتاب البداية الشّعريّة التّالية للأديب والكاتب المسرحيّ والسيناريست المغربيّ عبد الإله بنهدار:
إلى نعيمة
طوبى لكِ
يا منْ ملكتْ قلوبَ
العجائزِ والوِلدانْ
سنظلُّ نُحبّكِ
سنظلُّ نرتعُ في حماكْ
لأنّكِ واحةُ الحِمى
وجِنانُ الأمانْ