رم - عَن مَن أبحَثُ .. كَنسَ الغُبارُ موارِدِي ، و اللونُ وحَدَنِي بهِ ، غَيَّبني اللونُ و لم يَمنحْنِي تكويني الإنسِيُّ .. صِرتُ إليهِ رمادْ !
أين أتَجِه ؟ و الطينُ مدموغٌ بأوجاعِ الرحيلِ ضمَّ قدميّ ، مارَسَ فَلسَفَتهُ كَي يلَطِخَ براءَتِيْ .. و ما تركَ لبَصمَتِي أثَرْ !
مَن أنادِي ..؟ نَسيتُ اسمَ كَوكَبِي و تارِيخَ وِلادَتِي و اسمَ أمِيْ و البرجَ الذِي قِيل لِي بأنهُ انتمائِي للحِصارِ المَنهجِيِّ و الفَزَعْ ، فكيفَ أطارِدُ ظِلَّ والدِي و هو لم يترُك لِيْ صَوتَهُ على وَجهِ القَمرْ ؟ ،نَسيتُ ما نَسيتْ.. لكِني لَم أنسَ هوَّيتي ! و أَمرَ الهُروبِ المُؤكِدِ من ذِئبٍ عَوى ، سَرق السكاكِرَ من يَدِيْ و مضَى يطارِدُ وِفرَتِيْ طفولَةً لا تنطفِئْ .
تجمَّدَ الخطوُ بِي و عيناي ساهَمت في الذُبولِ مَعِي ، كأنِي شَجرَةٌ صامِتَة ، يتلاعَبُ فيها النَسيمُ و يبعثِرُ صورَة ملاحِها البُكاءُ .. لا تحِدُ جِهاتها عصافيرْ .. لا تَسكُنها القِصصُ ، وحدها فَزاعَةُ الموتِ فَرَدت يديها كَي تَثقُبَ قَلبِيْ و تَقتفِيْ الخَرابْ ..
ماذا أريدُ ..؟ يَداً أو جَناحْ ! ، يَداً أو جَناحْ ! ... إنسِيَّاً صَغيراً بِمثلِ ملامحِي المُتعبَة مغموساً بالوَحدَةِ مِثلِيْ تائِهٌ في المَصيرِ ، أو كَبيرَ الخُطواتِ غَليظَ القَبضَةِ ، في ضلوعهِ يُخَبِئُنِي ، يَحمِلُ عني أوجاعِيْ و لا يتعَبْ !، أو مَلاكٌ أبيَضُ اللونِ كَثيفَ الضُوءِ .. يَصعَدُ بِي السَلالِمَ ، يَحمِلُني على ظَهرهِ إلى أبراجِهِ .. يَخطِفُنِي ..
يداً أو جَناح ؛ من حصاد الورد .
ريم الكيالي