رم - أنا شَهقَةُ الأرجوانِ البريئَة التي لن تَنتهِيْ ، و إبتداءُ المَواسِم .. صَلاةُ السَنابِلْ!
في دَفترِي قيَّدتُ حُلِمي بِبَيتٍ تطوفُ حَولَهُ أشجارُ الليمونِ ، و تُحَّلِقُ تحرسَهُ نوارِسُ بلونِ الذَهبْ ..
سَجلتُ اسمِيَّ بالحُروفِ ، فوجدتُها تنهَضُ من صَفحاتِي أرقاماً لا أفهمها ! مَن كَتبها ..؟ سألتُ و لم يُجبني أحَدْ ..
لَم يَستدعكِ يا رموزَ الموتِ نَورَسِي ، فمِن أيِّ الجِهاتِ انبَثَقتِي ! هكذا أجبتُ ، فراحت أشجاري تتقصَّفُ و البَيتُ يدورْ ! و نَورَسِيَّ الأبيضَ الوحيدُ اصطادَهُ .. القَدرْ!
ضَاقَت بِي الصَفحة ، و بدأت تحترِقُ أطرافَ الدَّفتَرْ و تجَّعَدت الحقائِق و طُمسَت الملامحُ من الصور ، حِرتُ بأمرِ الكابوسِ ! غضِبتُ و كَبرتُ في الأرجوانِ كشَهقَة ، و أعلنتُ مواسِمَي إنتهاءْ ، .. رُحتُ من غضبِي أخربِشُ على الرَسمِ ، حين استعصَى عليَّ إمساكُ القلم لتقويمِ أسُسِ البيتِ و استعادَةِ الربيع على غصونِ الشَجرْ ، أخذتُ من دَمِي أحمرا قاتِماً و طَمستُ الرَقمْ بإمضائِيْ ، بَعثَرتُ زواياهُ الحادَّةِ و إنحناءَ العَجزِ في أشباحهِ .. بَعدَها ؛ دَخلتُ البيتَ آمِناً من تُهمَتِيْ ، مُتخفِفاً من الفُصولِ مضيتُ أَقطِفُ مَشهَدِيْ ، و أسمَعُهُا خَفيفَةً ، تمرُّ قُربَ عينيَّ السَنابِلُ و النوارِسُ .. جميعُها تُصلِيْ ..
من حصاد الورد ، ريم الكيالي .