رم - ضاقَت بِنا الأرضُ ..كُلُّ الدُروبِ تَشَابَكت.. مَزروعٌ رَصيفُنا ألغامْ ، و لَيسَ في السَماءِ هُدنَةٌ كَي نقايِضَ الثَلجَ بالربيعْ ، و نسألَ الغيومَ صَفو لَيلٍ خوفاً من بردِهِ على هذا الرَضيعْ ! هذه الفصول تواكِبُ الدورانَ ، و إنَّا يا وَلدي نَسيرُ .. زوادَتِي آيَةُ الكُرسِي .. و مِفتاحٌ يُناجِيْ الأبوابَ لَو تُفتَح على خافِقَي الأثيرْ ..
إلى أينَ الرَحيلْ ؟ .. ليسَ هذا السؤالُ المُذيَلُ بأقحوانِ عُنفوانِكَ يا بُنَيْ ! ، نحنُ سَندورُ حولَ الأرضِ كَي نزرَعَ الشُموخ ، و نَحصُد الوُرود .. و هذهِ البذورُ في جيوبِنا دَليل ، بأنَّ فينا ما يُؤدِي لوجهَتِنا بعدَ الشَهادَةِ ؛ عِيدْ ..
مَتى عِيدُنا ؟ الآنَ و كُلَّ يومٍ يا بُنَيْ ، زغرودَةُ الأمُّ تَقطِفُ الذُهول ، و صَرخَةُ الشَهيدِ توثِقُ الصَدى تردُّهُ لِسَمعنا نَشيدْ .. هذا عُرسُكَ لَو أردَت الوصولَ لِمفتاحِ دارٍ و سُكنَاها رَفرَفَةُ عَلْمٍ ، عليكَ أن تفتَحَ في جَبهتِكَ للفَرحِ كَوكَبَةً و ترتادَ النجومَ رُتبَةً و مَصيرْ ..
من حصاد الورد ، ريم الكيالي.