رم - م. انس معابرة.
للجيران حقوق كثيرة علينا طوال العام، فلقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما زالَ يُوصِينِي جِبْرِيلُ بالجارِ، حتَّى ظَنَنْتُ أنَّه سَيُوَرِّثُهُ"، وذلك لكثرة الحقوق التي فرضها الإسلام للجار على جاره، لدرجة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم توقع أنه سيكون للجار نصيب من ميراث جاره بعد وفاته.
وفي رمضان يزداد الإحتكاك بيننا وبين جيراننا عن بقية العام، فالواجب أن نتفقد جيراننا ونتعرف اليهم عن قُرب، فربما كان هنالك المحتاج منهم، أو المسكين الذي يمكن أن نعينه على سحوره وإفطاره، وكذلك ربما يزداد تبادل الطعام والحلويات بين الجيران، ابتغاء الأجر والثواب.
كما أننا نلتقي بجيراننا في المسجد خلال صلوات الفرائض، أو خلال صلاة التراويح، وبالتالي فهي فرصة مناسبة للتعرف اليهم، والاطمئنان عن أحوالهم، فربَّ جار قريب خير من أخ بعيد كما يقول المثل.
وحسب طبيعة رمضان وإختلاف الأنشطة عن باقي أيام العام، وجب علينا مراعاة ظروف جيراننا، وعدم إزعاجهم بالأصوات العالية خصوصاً وقت القيلولة أو في ساعات الليل، أو بالسهر لأوقات متأخرة، فربما منهم من لديه عمل في الصباح، وربما منهم المريض أو المتعبِّد الذي يقرأ القرآن ويقوم الليل، وبالتالي لا نزعجهم في عبادتهم أو في أوقات راحتهم، بل نتعاون معهم عسى أن يتقبل الله طاعاتنا جميعاً.