رم - م. انس معابرة.
لقد جاءت مشروعية الصوم بهدف تهذيب النفس المسلمة وترويضها، وزيادة إحساسها بالآخرين من المحتاجين والمَعُوزين اللذين لا يجدون الطعام في أيامهم العادية.
والصبر من أكثر الأشياء التي نتعلمها في رمضان، حيث إنك بحاجة الى إمساك النفس عن الإنطلاق في الشهوات المختلفة، إمساكها عن الطعام والشراب والمفطرات خلال النهار، وإمساكها عن الشاشات والمسلسلات والأفلام خلال الليل، وإمساكها داخل المساجد لقضاء صلاة التراويح، وإمساكها بين جنبات المصحف لعدة ساعات يومياً، وإمساك النظر والسمع عن الحرام، وغيرها الكثير.
ولما كان الصبر هو العنوان الأكبر للصوم، فإن تلك الفئة من الناس الذين يفقدون أعصابهم خلال النهار في المنازل، أو في الشوارع أثناء قيادة السيارات، أو في أماكن العمل والبيع والشراء، فهم أشخاص لم يفهموا حقيقية رمضان.
والبعض من معتادي التدخين، قد تتفاقم أحوال عصبيته خلال رمضان، بسبب نقص النيكوتين في الدم، ولا يسلم أهل بيته أو جيرانه من شر تلك العصبية المفرطة، بل يجب عليه أن يتحمل تلك المعاناة ويتخذها سبباً لإقلاعه عن التدخين.
رمضان هو شهر الصبر، إصبر على أهل بيتك وعلى جيرانك وعلى زملاءك في العمل، وإصبر على الناس في التعاملات اليومية، وذكّر نفسك دائماً بأنك صائم وأنك في رمضان، وتذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَصْخَبْ، فَإِنْ شَاتَمَهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ: إنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، وَلِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إذَا أَفْطَرَ فَرِحَ بِفِطْرِهِ، وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ".