كتب الدكتور سمير محمد ايوب


فلسطيننا، هذا الشاهق منتصبا يأتي، كثيف الوجود يأتي، يقين يأتي، ليعيد كل يوم نحت حياته بالدم، وبالدم يسخو وهو يرسم السماء. مرارا قتلوا فلسطينناً، أغرقوها بدمها ولم تمت، قيامتها ليست سرابا، تساهر الليل بطوله ومع نسائم كل صبح تولد، رغم الطاعون الأمريكي.

الإدارة الأمريكية طاعون وإن تأنقت، وحش مزمن خبير في الاجرام. أبادت أوطانَ الهنود، ودمرت بلاد الفيتنام والأفغان والعراق وسوريا واليمن وفلسطين، وحرقت مُدنَ هيروشيما ونجازاكي.
أنيابها سبقت أنياب الصهيونية في استملاك وطن الهنود، لم يقاتلوا بل بأنيابهم واظافرهم، بانتفاعية قذرة قتلوهم هناك. معهم أينما حلوا، يستفيق الموت بلا صراط مستقيم، صراطهم متاهات مصلحية، تتربص بالحياة ولا تنام.

عذرا يا كل غزة الكون، يا بعض فلسطين ويا كل العرب، بفضلك تولد فلسطيننا، في كل بيت وحارة وشارع ورصيف، رايةً للأحرار. اما عن جل حكام بلاد الهوان، لا تسألي وأنت تشتميهم، قولي ما شئت فيهم من صفات إباحية، لا تليق إلا بهم، دون ان تنسي ما سبق وأن قاله المتنبي عن الخصيان، ولا ما قاله النواب عن اولاد القحبة.

المجد لفلسطين كل فلسطين، الغار والخلود لكل الشهداء والأسرى والموجوعين والمجاهدين والمناضلين، المجد والحب لكل من بلغت قاماتهم الطوفان، من أهلنا في الشعوب العربية والصديقة. العار كل العار لأعداء الحياة الحرة الكريمة في كل مكان.
ولأن السيف أصدق إنباءً وأنباءً من الكتب، نحن باقون، لن نموت ولن نرحل. فطيور الرعد آتية لتَقرع أجراس العودة. لم يعد هذا حلماً، إنه الآن الأقرب إلى فلسطيننا.

الآن الآن وليس غداً، أجراس العودة فلتقرع.
أيا غزة شكرا.
الاردن – 29/11/2023