رم - ناجح الصوالحه
كلما كانت دولتنا الأردنية قوية يعود ذلك بالقوة على قدرتنا على مواجهة المخططات الإقليمية والدولية التي تهدف للنيل من قضية الشعب الفلسطيني بدهاء وخبث سياسي.
يقر أبناء الأردن دون استثناء أن همنا الأول وتفكيرنا وشغلنا الشاغل في البحث عن آليات دعم ومساندة الشعب الفلسطيني, كأردنيين منذ القدم وهو يعتبر فلسطين هي القريبة للقلب والعقل, لهذا كل مبادرة أو توجه سياسي ملكي يأتي في صف القضية الفلسطينية يدخل الرضى في أوصال الجسد الأردني.
يقوم جلالة الملك بدور استثنائي في هذه الأوقات لنكون بمواجهة الحدث وعلى مستوى متطلبات إزاحة الرأي العالمي الرسمي والشعبي لجانب الحق الفلسطيني, ومن خلف الملك يقف فريق دبلوماسي وسياسي محنك ينفذ رؤى قيادتنا بحرفية اعترف بقدرتها على صياغة موقف عربي ودولي داعم للحق الفلسطيني, ثم يأتي أهم الحلقات الداعمة للجهد الأردني وهو الشعب, لم يهدأ هذا الشعب يوما منذ انطلاق أحداث 7 أكتوبر في رفع سوية التعبير الحضاري عن قيمنا كدولة داعمة للحق الفلسطيني.
يسود اعتقاد عند بعض المزاودين الغارقين في العتمة أن الدور الأردني لا يتلاءم والمرحلة والمطلوب, نجيب كما أجاب الآخرون بأن ما قام به الأردن في دعم صمود أهل غزة والضفة الغربية يعتبر خارجا عن المألوف في هذه الظروف بالغة التعقيد، أشادت الجهات الدولية بمتانة الدعم المقدم لأهل غزة وقيامها بخطوات صعبة لم يقدم عليها من هو أكبر منا سياسيا وماليا، نعم قدمنا وسنبقى نقدم ما نستطيع لإخوتنا في غزة لأننا على يقين أن لهم حق الوقوف بجانبهم بكل ما نملك، لن نجيب نحن الأردنيون من لديهم هذا الاعتقاد لأننا نعي جيدا أن دولتنا تسير وفق رؤى ثابتة لخدمة قضية فلسطين.
لهذا طلبنا أن ننظر بعين الواثق بقدرات وطنه ودوره المؤثر في قرارات السياسة العالمية، للنظر للأثر الفعال للدبلوماسية الأردنية في خلخلة السياسات الدولية المؤيدة للكيان الصهيوني, لن نبالغ أن هذا الوطن متفرغ بشكل كامل من رأس الهرم إلى أدنى إداراته العامة في هذه المرحلة لنصرة شعب فلسطين في المنابر العالمية المتاحة لدولتنا, من هنا نطالب من يشكك بدورنا الأردني أن يعي جيدا أهمية تكاتفنا ووقوفنا في صف واحد شعب وقيادة لأجل أن يكون عملنا في مكانه الصحيح, وان لا نشتت جهودنا في البحث عن أساليب لإقناع من يشكك بدورنا ونذهب بعيدا عن بؤرة محور النشاط الدبلوماسي في هذه المرحلة الحساسة, قناعات الشعب الأردني وقيادته هي الدافع لنقف بكل عزيمة مع الشعب الفلسطيني, لا يهمنا رأي الآخرين أو قناعاتهم بما نقوم به.