رم - التصلب المتعدد هو مرض يحتمل أن يسبب إعاقة الدماغ والحبل النخاعي (الجهاز العصبي المركزي). عند الإصابة بمرض التصلب المتعدد، يهاجم الجهاز المناعي غمد الحماية (المايلين) الذي يغطي الألياف العصبية، ويسبب مشكلات في الاتصال بين الدماغ وبقية الجسم. في النهاية، يمكن أن يسبب المرض تلفًا أو تدهورًا دائمًا في الألياف العصبية.
تختلف مؤشرات التصلب المتعدد وأعراضه اختلافًا كبيرًا من مريض لآخر بناءً على موضع تلف الألياف العصبية وشدته في الجهاز العصبي المركزي. فقد يفقد بعض المصابين بالتصلب المتعدد الشديد القدرة على المشي وحدهم أو المشي عمومًا. أما البعض الآخر، فقد يمرون بفترات تعافٍ طويلة دون ظهور أي أعراض جديدة وذلك بناءً على نوع التصلب المتعدد لديهم.
لا يتوفر علاج شافٍ للتصلب المتعدد. لكن هناك علاجات تساعد في سرعة التعافي من نوباته وتعديل مسار المرض والسيطرة على أعراضه.
وتختلف أعراض مرض التصلب المتعدد اختلافًا كبيرًا من شخص لآخر وخلال فترة المرض تبعًا لمكان الألياف العصبية المصابة وتشمل الأعراض الشائعة حالة خدَر أو ضعف في واحد أو أكثر من أطراف الجسم عادة ما يظهر على أحد جانبي الجسم في المرة الواحدة، كذلك أحاسيس مشابهة للصدمة الكهربائية تصاحب حركات معينة للرقبة، وخصوصًا انحناء الرقبة للأمام.
غير أن باحثين اكتشفوا مؤخراً أن الإمساك يمكن أن يكون علامة إنذار مبكر على مرض التصلب المتعدد (MS) ويعتقد أطباء الأعصاب أيضًا أن التهابات المسالك البولية والتهابات المثانة والاكتئاب يمكن أن تشير إلى أن شخصًا ما يعاني من هذه الحالة القاسية دون علمه، وفقا لصحيفة ديلي ميل.
وكشفت دراسة عن الأمراض الخمسة التي أصابت مرضى التصلب المتعدد لمدة تصل إلى خمس سنوات قبل تشخيصهم بالمرض.
وقالت الدكتورة سيلين لوابري، من جامعة السوربون في باريس: "بالطبع، لن يصاب كل من يعاني من هذه الأعراض بمرض التصلب العصبي المتعدد".
وأضافت أن الحالات الأربع جميعها "شائعة" و"يمكن أن تكون أيضًا علامات لأمراض أخرى".
وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 130 ألف شخص في المملكة المتحدة مصابون بمرض التصلب العصبي المتعدد، ويتم تشخيص ما يقرب من 7000 حالة كل عام.
ومع ذلك، قالت لوابري إن المعلومات قد تكون مفيدة لأولئك المعرضين لخطر الإصابة بمرض التصلب العصبي المتعدد، تشمل الأعراض لحالة المناعة الذاتية صعوبات في المشي ومشكلة في الرؤية والخدر.
لكنها يمكن أن تكون غامضة للغاية وتتقاطع مع أمراض بسيطة أخرى.
على الرغم من أنها أقل انتشارا، إلا أن مشاكل الأمعاء مثل الإمساك ومشاكل المثانة مثل عدوى المسالك البولية تم التعرف عليها بالفعل كأعراض لمرض التصلب العصبي المتعدد. وكذلك الأمر بالنسبة للاكتئاب.
ومع ذلك، عادة ما يصاب المرضى بمشاكل في العين وصعوبة في المشي أولاً.
بسبب عدم القدرة على التنبؤ بالأعراض، قد يستغرق تشخيص الحالة لدى المرضى سنوات.
يحدث مرض التصلب العصبي المتعدد بسبب مشاكل في الجهاز المناعي تؤدي إلى مهاجمة الدماغ أو الحبل الشوكي عن طريق الخطأ.
وعلى وجه التحديد، فهو يستهدف الطبقة الواقية من البروتين والأحماض الدهنية التي تحمي الأعصاب وتحمل الإشارات من الدماغ، ويسبب المرض تعطل إشارات الدماغ التي ترسل إلى العضلات اللازمة للمشي.
تشير الأرقام إلى أن حوالي 130.000 بريطاني ومليون أمريكي مصابون بمرض التصلب العصبي المتعدد.
نظر الباحثون في بيانات من 20 ألف مريض في المملكة المتحدة وفرنسا تم تشخيص إصابتهم بمرض التصلب العصبي المتعدد حديثًا، وقارنوا التاريخ الطبي لكل مريض مع ثلاثة أشخاص متطابقين مع أعمارهم وجنسهم ولكن لم يكن لديهم هذه الحالة.
ثم قام الفريق بتسجيل المرضى الذين عانوا من مجموعة من 113 مرضًا وعرضًا في السنوات الخمس قبل وبعد تشخيص مرض التصلب العصبي المتعدد.
وأظهرت النتائج، التي نشرت في مجلة علم الأعصاب، أن مرضى التصلب المتعدد كانوا أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بنسبة 22 في المائة في السنوات الخمس التي سبقت تأكيد حالتهم، مقارنة بأولئك الذين لم يصابوا بمرض التصلب العصبي المتعدد.
وكانت المجموعة أيضًا أكثر عرضة للإصابة بالإمساك بنسبة 50%، في حين أن خطر الإصابة بعدوى المسالك البولية (38%)، والمشاكل الجنسية (37%)، والتهابات المثانة (21%) كانت أعلى أيضًا.