رم - بلال حسن التل
التوقيت عنصر حاسم ومهم، لذلك كثيرا ما يصير قاتلاً، خاصة عندما يزيد القبح قبحا. مناسبة هذا القول التصريحات التي أدلى بها مسؤول فلسطيني الأحد الماضي، وانتقد فيها المقاومة في غزة، مشيداً باتفاقية اسلو!. متناسياً تجاهل الاحتلال الإسرائيلي لهذه الاتفاقية، ليس تجاهلاً لفظياً، بل من خلال الممارسات العملية على الأرض، وهي الممارسات التي ابتلعت أراضي فلسطين، وأولها تلك التي كانت مخصصة للسلطة الفلسطينية، فقضمها الاحتلال وملأها بالمستوطنات، مما أدى إلى تهجير المزيد من أبناء فلسطين من أرضهم، ناهيك عن الاقتحامات وعمليات القتل والتهجير، وتجريف البيوت شبه اليومية في رام الله التي هي عاصمة السلطة الفلسطينية، التي نجمت عن اتفاقية أوسلو، كل ذلك جرى ويجري على مدار خمس وعشرين سنة هي عمر اتفاقية أوسلو الذي قدمت خلاله السلطة كل شيء مقابل لاشيء، حتى دعا أكثر من مسؤول اسرائيلي، إلى الغاء هذه الاتفاقية، وإلى رفض حل الدولتين، رفضاً لفظياً وعملياً، وهو الرفض الذي طالما حذر منه جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، وأكدت هذا التحذير بصورة دائمة الدبلوماسية الأردنية بادائها الرائع خلال العدوان الإسرائيلي الهمجي على غزة.
هذه التصريحات المستفزة سواء من حيث مضمونها، أو توقيتها، دفعت نائب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، حسن خريشه للرد عليها خلال ساعات من نشرها، مؤكداً ما قلناه اعلاه عن النتائج الكارثية لاتفاقية أوسلو، وموكداً أيضاً أن أبناء فلسطين ملتفون حول مقاومتهم في الضفة الغربية وقطاع غزة، لأنها هي التي تحمي حقوقه، وتدفع العدوان عنه، وأنها كلما اشتدت خف غلو المحتل.
الحقيقة الأساسية التي أكد عليها نائب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، والتي تهُمنا في الأردن، هي أهمية وحدة أبناء فلسطين خاصة في هذا التوقيت الذي يواجهون به عدوانا إسرائيلياً همجيا في الضفة الغربية وقطاع غزة، وهذه الوحدة قضايا مركزية بالنسبة لنا في الأردن، نظراً للارتباط العضوي لنا مع أهلنا في فلسطين من النهر إلى البحر.