رم - كامل النصيرات
أشتاق للسخرية.. أشتاق للضحك.. أشتاق للعودة لبعض الألفاظ العاميّة في كتاباتي.. غزّة أخذتني إلى الصرامة والاتزان والجملة الذهبية التي لا تقبل التلويح بابتسامة هنا أو بقصف جبهة خطأ هناك.. أشتاق لأبطالي الشعبيين في الشوارع المكتظة بالفقراء والأفكار الجنونية..!
في منتصف الأسبوع الماضي؛ كان "عبد الجليل" بطل يومي بامتياز.. عرفتُ أن هذا الرجل "تميمة" رغم أنني لا أؤمن بالتمائم.. عرفتُ أن لـ "عبد الجليل" خطيّة.. رغم أنني ممن يقدّمون المنطق على كل خرافة ولكن ظهر لعبد الجليل تأثير على يومي..!
يصرّ الدكتور محمود شديفات صديق الفكر والنكاية والمزاح أن صديقه "عبد الجليل" ذو مخالب ربّانية ينشبها في كلّ من يأتي عليه بسوء.. ويؤيده في ذلك الدكتور رائد القرعان الذي لا يعرف "عبد الجليل" أصلًا.. وهاني أيوب كذلك الذي ينكش مخّه على تعليقاتي البريئة على عبد الجليل.. وكان من يومي ما كان..!
صارت سيارتي فجأة بحاجة لتغيير بريكات.. قال شديفات: خطيّة عبد الجليل.. وأنا لم أُخطئ في عبد الجليل.. مجرد جملة مازحة قلتها عنه..! تأخر الغداء ساعتين وأنا ألوب من الجوع.. قال القرعان:شايف؛ خطيّة عبد الجليل..! تدعثرتُ بجمرات الأرجيلة فأصرّ شديفات أنها خطيّة عبد الجليل وسط ضحك هاني أيّوب المجلجل ونظرات القرعان الشامتة بي..! مرّت من جنبي شاحنة كبيرة ونحن في طريق "وادي شعيب" فحذّرني الدكتور شديفات من خطيّة عبد الجليل والشاحنة الكبيرة..! فقدتُ "باكيت دخّاني": خطيّة عبد الجليل.. أصابني صداع ثُلثي: خطيّة عبد الجليل.. خربطتُ بين ورقة العشرة دنانير و العشرين دينارًا: إنّها بالتأكيد خطيّة عبد الجليل..! عدتُ للبيت فوجدتُ زوجتي مكشرة: يا لخطيّة عبد الجليل.. أصابني أرق ولم أنم إلّا بكوابيس باهظة الثمن: يا لتغلغل خطيتك بي يا عبد الجليل..! لا يوجد قهوة في البيت هذا الصباح: يا عبد الجليل؛ فنجان قهوة بلا سكر، فنجانًا واحدًا فقط أرجوك..!
ملاحظتان إلى القرّاء الكرام: الأولى أي أخطاء نحوية أو صرفية أو طباعية وأية جمل ركيكة في التعبير أو غير ذلك؛ فهي من "خطيّة عبد الجليل"..! والملاحظة الثانية: تم تجهيز المقال في الجريدة للنشر يوم الخميس ولخلل فني غير معروف تفاجأ الجميع أن المقال لم ينشر.. دلني على دربك يا عبد الجليل..!
ها أنا أقدّم اعتذاري الجليل لعبد الجليل عن جملة واحدة .. ليس قناعة وايمانًا بالخطيّة بل لتعود حياتي إلى طبيعتها ويفكّ النحس الذي لازمني منذ قلتُ للدكتور شديفات: فُكّنا من عبد الجليل هسّا..!