رم - د.عزت جرادات
*يبدو أن العدّ التنازلي عن الأهداف التي أعلنها نتنياهو لحملة غزة قد بدأ بتسارع فكان أن أعلن عزمه على تحرير الرهائن أي الأسرى أولا ثم القضاء على حماس والإستمرار حتى تدمير غزة الى أن تصبح يباباً غير قابل لأي شكل من اشكال الحياة فيقضي على بيئة حاضنة لحماس.
يتضح هذه التراجع عن تلك الأهداف بالبحث عن هدنة أو تهدءة مؤقتة مع صفقة جديدة لتبادل الأسرى ولا يمانع في أن يكون من بين الأسرى الفلسطينين عدد من رموز المقاومة كما يتضح أن هذا التراجع جاء بعد أن رأي تساقط ضباطه في مواجهات قتالية عديدة؛ وأمام صمود غزة، مقاومة وشعبا وتضحيات.
*لقد دخلت الحملة على غزة مرحلة جديدة، فقادة الدول الغربية التي تداعى قادته هبّة واحدة بعد (7/اكتوبر) للوقوف بجانب نتنياهو بدأوا يتراجعون، بعد أن أدركوا متأخرين أنهم كانوا شركاء في قتل الأطفال والمدنيين في غزة بوقوفهم بجابنه، فأصبحوا مقتنعين بضرورة وقف حملة الابادة، باستثناء الشريك الأكبر الذي يرفع سلاح الفيتو ضد أي قرار دولي إنساني.
*وإضافة لهذا التراجع على صعيد الخسائر البشرية التي تتكبدها إسرائيل في حملتها هذه، يأتي الضغط الداخلي المتمثل بقوى مجتمعية مختلفة مثل أهالي الأسرى الذي يخشون أن يعود الأسرى جثثاً بنيران إسرائيلية، وبعض القوى المجتمعية الرافضة للحرب لتزيد الموقف تعقيداً لنتنياهو فتحوّل الجيش الذي أعتاد أن ينهي المعركة سريعاً إلى جيش يواجه حرب استنزاف قد تمتد طويلاً.
*وثمة أمر آخر يثير القلق في العقلية الأسرائيلية وبخاصة لدى قادة المجتمع الاسرائيلي السياسيين والمفكرين وهو تزايد الطلب لمغادرة اسرائيل من أولئك الذين جاءوا اسرائيل وطنا آمِنا لهم، وكانوا يتوقعون عيشاً رغداً ليجدوا أنفسهم في أقوى معركة بين منازلهم وأوكارهم أو ملاجئهم، فالعودة إلى حيث أتَوْا يثير قادة المجتمع الإسرائيلي.
*ويبدو أن الحملة لن تتوقف، فأِصرار مجتمع غزة على الصمود مهما بلغت التضحيات هو سلاح أقوى من سلاح الغزاة، عقلية نتنياهو، وربما أصابها الورم، مضّرة على الإستمرار طالما لديه الدعم الأمريكيز