رم - صالح الراشد
حولت قوات الاحتلال الصهيوني ملاعب قطاع غزة لمعتقلات عسكرية تمارس فيها أبشع أنواع التعذيب بحق المدنيين الأبرياء العُزل والأطفال، ليعيدوا البشرية للقرن الماضي حين حولت النازية الهتلرية ملاعب ألمانيا لمراكز للتعذيب، وعلى دربها سار الدكتاتور التشيلي بيونشية حين جعل من الملعب الوطني مركز للتعذيب والإعدام، ليرفض الاتحاد السوفيتي خوض مباراة على الملعب كونه ملطخ بالدماء، لا سيما ان التعذيب والقتل كان في أرض الملعب وغرف اللاعبين والمدرجات، ولم يتوقف الأمر عند ذلك فحولت الولايات المتحدة الأمريكية استاد بغداد لمركز اعتقال، لذا لم يكن مستغرباً أن يسير الصهاينة على ذات الطريق ويحولوا ملاعب غزة على مرأى ومسمع من العالم أجمع لمراكز للاعتقال والإخفاء القسري.
وأصيب الفلسطينيون بالصدمة ليس من التعامل الاجرامي الصهيوني بل من صمت منظمات الأمم المتحدة والاتحاد الدولي لكرة القدم واللجنة الأولمبية الدولية والاتحاد الآسيوي لكرة القدم، وجميعهم صمتوا ولم يهاجموا الكيان الصهيوني ولم يطالبوا بمقاطعته ومعاقبته مكتفين بالمراقبة والمشاهدة، وفي العديد من الأحيان دس رؤوسهم في الرمال على طريقة النعامة كون الأسود تموت ولا ينجوا من البطش والعنت الصهيوني إلا من يدعمون جرائمها الهمجية، فالفيفا التي ارتدت جلد الأسد في أوكرانيا خلعته أمام الصهاينة وتحولت للعب دورها الحقيقي كذراع صهيوني بل كجندي في قوات الاحتلال.
لقد هزت الصور التي انتشرت عن حملات الاعتقال. والتعذيب جميع شرفاء العالم لكنها لم تهز المنظمات الدولية المُركبة على الطريقة الصهيوماسونية، فالصهاينة جعلوا المعتقلين يخلعون ثيابهم وادخلوهم الملعب ليس لممارسة أي من أنواع الرياضة بل لامتهان كرامتهم وتعذيبهم، وليواجهوا فريقاً من سجانيهم الارهابيين يملك أعضاءه أحدث الأسلحة ويدافع بالدبابات والمجنزرات والجرافات، لذا كانت نتيجة المواجهة محسومة قبل بدايتها لا سيما ان الحكم من فريق الارهابيين المحتلين لأراضي فلسطين.
لقد أنتهكت القوات الصهيونية جميع الأعراف الدولية ولم تُقم وزناً لأي منظمة دولية، وهي المنظمات ذاتها التي شكلت رأس حربة للصهاينة في أي مواجهة مع من يقف ضدها أو يخرج عن النص المكتوب في غرفها السوداء، لقد عرت فلسطين وغزتها العالم أجمع وجعلته يظهر بصورته القبيحة كغابة يسود فيها الأقوى حيث لا مجال لقوانين الإنسانية، فهذا العالم يثبت كل يوم أنه بلا قيم أو مبادىء وبالذات المنظمات الرياضية الهشة التي تحولت لدمية خشبية يحركها أسيادها وأسياد المال، لذا صمتت جميعها عن انتقاد واستنكار تحويل الصهاينة ملاعب غزة لمراكز اعتقال وتعذيب واخفاء قصري، لتختفي العدالة والإنسانية من المنظمات العالمية وتصبح شريك في جريمة ضد الإنسانية.
آخر الكلام:
يدرك الفلسطينيون أن هذه الجريمة لن تكون الأخيرة في عالم يقوده الظلاميون ويصمت البقيةمما قد يجعلهم يطالبون الجهات المانحة بعدم إنشاء مراكز تعذيب جديدة تحمل إسم ملاعب رياضية.