يستعد العالم للدخول في عام جديد تبدو ملامحه واضحة حيث الصراعات والحروب تنتشر بشكل غير مسبوق ويتصاعد معها مستوى الإجرام والقتل ويزداد فيه الظلم والقهر وتتخلى فيه بعض الدول عن قيمها وأخلاقها وتعود للواجهة أطماع
دول استعمارية تريد أن تتوسع وتبسط سيطرتها على الشعوب الضعيفة بغض النظر عن الثمن ولو كان حياة ملايين الأبرياء من الأطفال والنساء .
ولا زال العدوان الهمجي على قطاع غزة الأحدث الأبرز الذي عاشه العالم مع نهاية العام الحالي والذي فتح الباب على مصراعيه امام اتساع دائرة العنف والقتل واحداث جديدة ستبدأ مع العام الجديد وخاصة بعد فشل العالم بكافة مؤسساته عن وقف الحرب والإبادة الجماعية وإجبار إسرائيل على تطبيق القرارت الدولية وتنفيذ المعاهدات التي تنص على احترام حقوق الإنسان ولكن بقيت إسرائيل مستمرة في القتل والتدمير بصورة لم يشهد مثلها العالم من قبل ضاربتاً بعرض الحائط جميع المواثيق والأعراف الدولية ومستمرة في قتل المدنيين وتدمير كل مقومات الحياة .
وعلى ما يبدو فأن المنطقة على موعد مع توسع هذا الصراع ودخول أطراف عديدة ميدان المعركة كل بطريقته وهذا ما سيشعل أتون الحرب ويزيد من الأزمات التي تعصف بالمنطقة فجنوب لبنان يتصاعد فيه الصراع يوماً بعد يوم وكذلك العراق وسوريا واليمن وجيبوتي ومع تحول البحر الأحمر لساحة معركة جديدة قد تدخل المنطقة برمتها في ازمة اقتصادية غير مسبوقة وتحديات للتجارة العالمية ستؤثر على العالم بأسره .
وليس ببعيد عن هذه المنطقة تستعد روسيا لإنهاء حربها على أوكرانيا بانتصار كبير بعد تدمير وحرق كل شيء هناك بالرغم من كل الدعم الغربي لأوكرانيا مالياً وعسكرياً وسياسيا ولكن دون جدوى امام الدب الروسي الذي يستعد لغزو دول أخرى قد تشكل تهديداً لحدوده الغربية وتقف عائقاً امام أطماع بوتين في أوروبا .
واذا ذهبنا شرقاً فالصين مصممة على ضم تايوان إلى أراضيها مهما كلف الثمن والولايات المتحدة الأمريكية تسعى لاشعال حرب هناك على غرار الحرب الروسية الأوكرانية وبنفس الطريقة فهل ستأخذ تايوان العبرة من أوكرانيا وتجنب شعبها الدمار والويلات وتصبح جزءً من امبراطورية الصين الجديدة ام ستكون الجزيرة ساحة صراع جديد سيكون لها تداعيات كبيرة على الاقتصاد العالمي .
السودان يعيش ايضاً مأساة إنسانية وصراع على السلطة ويدفع الشعب السوداني ثمناً باهظاً من اجل ذلك ويخسر السودان سلة الغذاء العربي مقوماته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وتغيب مظاهر الحياة وتظهر الفوضى في كل مكان ويخسر السودان استقراره وأمنه ويصبح ميداناً للصراع والقتل بين السودانيين انفسهم .
وعلينا في الأردن امام هذا المخاض العسير الذي تعيشه المنطقة والعالم ان نحصن جبهتنا الداخلية ووحدتنا الوطنية وان نوحد صفوفنا امام التحديات التي تعصف بحدودنا من كل الاتجاهات وان نحافظ على وطننا ومقدراتنا ولا نسمح لاحد بزرع بذرور الفرقة وان ندعم جيشنا العربي في مواجهة عصابات السلاح والمخدرات والتي تهدد امننا واقتصادنا وان نعمل سوياً لمواجهة التحديات الاقتصادية من فقر وبطالة ومديونية والكثير من المشاكل والصعاب لنصل بهذا الوطن لبر الأمان في ظل أمواج عاتيه .
منير دية
خبير اقتصادي
لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
|
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |