رم - ناجح الصوالحه
بعد اليوم الخالد في تاريخ أمتنا 7 أكتوبر تبدلت صورة منطقتنا أمام العالم من غربه لشرقه ومن جنوبه لشماله, يقر بهذا التبدل الذي أحدثه السابع من أكتوبر جميع الناظرين لأمتنا العربية نظرة سلبية.
في السابق وعلى مدى عقود كانت الدعاية الصهيونية تضع العالم في صف حجتها ودعايتها, يعود ذلك لقوة الصوت الصهيوني في أروقة الإعلام العالمي ودفاعها المميت ليظهر الكيان الصهيوني أنه صاحب الحق وكل ما يقوم به هو سبيله ليعيش كغيره من شعوب العالم, استمرت قوة هذه الحجج وسيطرتها على العقل الغربي ومؤيدي هذا الكيان دون أن يكون لنا قدرة نحن الشعوب العربية الوقوف أمام هذا السيل الجارف من التعصب لصالح الحجج الصهيونية.
مررنا في الوطن العربي بخيبات كثيرة خلال الفترات الماضية, كنا نشعر بأننا شعوب مسيطر عليها ولا يوجد لديها قدرة على التأثير في القرارات التي يتخذها العالم الخارجي بشأن منطقتنا, ننظر ما يقرره الخارج لنفذه رغما عنا مع امتلاكنا لموارد طبيعية يحتاجها الخارج, بدل أن تكون قوة لنا هذه الموارد أصبحت نقمة علينا ووضعتنا في تصرف الدول الغربية نحن وما نمتلك, جردة حساب لما ممرنا به سابقا يؤكد للجميع المدرك وغير المدرك بأننا أضعنا الكثير بفعل خنوعنا وتفرقنا.
ما فعله شباب المقاومة في غزة وفلسطين أصحاب الحق والأرض يجعلنا ندرك أننا في عهد جديد, أقر العالم بأكمله أن ما يقوم به الشعب الفلسطيني هو الفعل الطبيعي لأي شعب يريد أن يحصل حقه الذي اغتصب منه منذ عشرات السنين, لأول مرة في التاريخ الحديث تعترف الشعوب العالمية أن فلسطين هي لأبناء فلسطين, زادت الشعوب المتحضرة والتي أفاقت من نومها الطويل بأنها أصبحت هي من تقود الرأي العام العالمي نصرة للشعب الفلسطيني, زاد الأمر إلى فرض هيمنة جديدة في السياسة العالمية يقودها ساسة مخضرمون في الغرب ليكون الحق مع أصحاب الحق, دفاع مستميت من أغلبية مجالس النواب في الغرب, دفاع يعتبر صدمة للكيان الصهيوني ومناصريه لقوة التعبير العالمي للحق الفلسطيني.
العالم بأكمله يقر ويعترف أن الشعب الفلسطيني استطاع بقوة إيمانه بحقه أن يعيد ترتيب الأوراق السياسية العالمية, ويرسم سياسة جديدة يستحقها الشعب الجبار صاحب الحق والأرض.