رم - د. عزت جرادات
*" أن ما يحدث في غزة اليوم هو مظهر قاسٍ من مظاهر إرهاب الدولة الإسرائيلية، فأسرائيل دولة إستعمارية إستيطانية عدوانية عازمة على إبقاء الفلسطينين في حالة دائمة من التبعية، وطالما أنها تحظى بدعم غربي فستواصل انتهاك القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة في تحدٍ لأبسط معايير السلوك الدولي المتحضّر، وهذا ليس صراعاً بين طرفيْن متساوييْن، وإنما بين قوة احتلال وسكان مقهورين".
*بهذه الفقرة يُنهي الباحث المؤرخ اليهودي آفي شلايم بحثه المعّمق حول حرب غزة ، فقد فنّد المزاعم الأمريكية الغربية الإسرائيلية، بعد عرضٍ تاريخي سياسي عسكري عن دور الغرب في تأسيس إسرائيل ودعمها الأعمى، ومن أبرز تلك المزاعم:
*حق الدفاع عن النفس:
يمثل هذا الإدعاء النفاق الغَرْبي لتأييد حقِّ إسرائيل في الدفاع عن النفس، والذي ردّده بعض زعماء الغرب وقادته كالببغاوات، فكيف يبررّون أن حرمان السكان المدنيين في غزة من الماء والغذاء والدواء والوقود هو دفاع عن النفس فهذا الحق لا ينطبق قانونيا إلاّ في حالة وقوع هجوم مسلّح من قبل دولة ضدّ دولة أخرى وتصبح مقاومة المعتدي مشروعة بجميع الوسائل.
*المقاومة والإرهاب:
تصر إسرائيل والغرب الداعم لها على وَسْمِ المقاومة بالإرهاب، والواقع أن المقاومة ردّ فِعل ل (56) عاماً من الإحتلال الاسرائيلي الذي فرض على السكان المدنيين المعاناة اليومية في جميع أنشطة الحياة، وليست حرب غزة سوى ردّ فعلِ مشروع من قبل المقاومة.
*العقاب الجماعي:
إن إعلان إسرائيل أن قطاع غزة أرض معادية ولا بد من فرض سلسلة من العقوبات الجماعية يمثل أسلوباً من أساليب الإبادة الجماعية، ومن أبشع صُوره إستهداف البينة التحتية وتدمير البيئة ومقوماتها العمرانية والذي يفرض التهجير السكاني حتى من جزء لآخر في قطاع عزة، والأشد عدوانية من ذلك اعتبار السكان المدنيين المتمسكين بمساكنهم، اعتبارهم أهدافاً عسكرية وهذا يمثل أسوا أسلوب للعقاب الجماعي.
*أخيراً:
يؤكد الباحث أنه: لا يوجد حل عسكري على الإطلاق لهذا الصراع، ولا يمكن لإسرائيل أن تنعم بالأمن دون سلام مع جيرانها، وهذا الأمر يتطلب إقامة تحالف دولي جديد تقوده الأمم المتحدة لوضع خطة سياسية لأقامه دولة فلسطينية مستقلة في الضفة الغربية وغزة وعاصمتها القدس الشرقية المحتلة