حمزة الدحدوح وهل لغير هذا حمل اسمه؟


رم - مختار خواجة

عزيزي وائل الدحدوح.. هل لغير الشهادة سميته حمزة؟

حمزة حمل اسمه وكذلك مصطفى ثريا ولكل من اسمه نصيب، لكنهما حملا النصيب الأوفى، فهل كنت تتوقع يا وائل مصيرا خلاف هذا العلو والارتقاء؟

حمزة على الدرب، ومن سار على الدرب وصل، حمزة الاسم المنسوب لذلك الشهيد القديم، يتجدد مرتبطا بالشهادة مجددا، المسار نفسه، وهل سميته يا وائل حمزة إلا تأسيا بحمزة؟ يا وائل الدحدوح كان هذا المسار ببالك لا شك عندما لبس الخوذة والدرع حاملا كلمة صحافة، سار حمزة ومعه مصطفى ثريا، بدآ الطريق معا، واختتماه معا.

تدرك جيدا فقد الابن الأكبر اليافع، فقد المتبقي، فقد الشبيه والنظير، فقد الأمل المرتجى، لكن أملك يتجاوز هذا فأملك رضا الله، وذلك خير وأبقى، وبهذا فليست العبرة بالفقد بل العبرة بالمتبقي، وهذا أفضل، وأبقى.

هذا الطريق، فإن كان حمزة رضي الله عنه استشهد لكلمة الحق، فاليوم يستشهد حمزة الدحدوح ثمنا لكلمة الحقيقة، والرجاء معقود في أن ينال رضا الله كما قلتها أنت: رجاؤنا أن يرضى الله عنا.

قلتها وأنت تمتص ألمك، تقر بألم الفقد هذه المرة، لكن تستنهض طاقة المواصلة من دم حمزة، تستعيد طاقة الإكمال لتصل الحقيقة لمن يريدها، وبهذا تصل لرضا الله تدرك هذا جيدا، وتعرفه.

تدرك جيدا فقد الابن الأكبر اليافع، فقد المتبقي، فقد الشبيه والنظير، فقد الأمل المرتجى، لكن أملك يتجاوز هذا فأملك رضا الله، وذلك خير وأبقى، وبهذا فليست العبرة بالفقد بل العبرة بالمتبقي، وهذا أفضل، وأبقى.

صعد حمزة ومصطفى ثريا لما يجاوز الثريا، مضيا سوية، كما عملا سوية، القلوب الوفية تعرف هذا الأمر، وتفهمه، المشاوير يبدأها الأشخاص معا، ويختمونها معا، وقد يتخلف البعض، منهم من يقضي نحبه، ومنهم من ينتظر، ولكن العبرة أن كليهما لم يبدلا تبديلا، سواء من انتظر أو مضى.

سلاما على حمزة وآل الدحدوح سلاما على مصطفى ومائة وسبعة شهداء من الصحفيين ..

مصطفى ثريا عنوان الاصطفاء والعلو، تجاوز السقوف، والمضي للأعلى اختيار المسار الصعب، يختتمه المصير الصعب، واحتمال المجازفة والمغامرة المتكرر، وبهذا الاعتبار ينجو من يختار المسار الأصعب، فليست العبرة في الفقد بل العبرة في المتبقي، والجزاء الأوفى.

الجزيرة ليست شعارا بل مؤسسة وكلمة والتزام، ومسار، سار بشعارها نحو حياض الموت بسلام وسكينة الكثيرون، واختار الآخرون أيضا المواصلة مدركين المسار، وتكلفته، ولاحقا ما الذي يمكن أن يحدث؟ أكثر الخيارات مرارة يتحول لعذوبة عندما تدرك أداء الرسالة وأداء حقها.

سلاما على حمزة وآل الدحدوح سلاما على مصطفى ومائة وسبعة شهداء من الصحفيين ..

سلاما عليهم في الخالدين.



عدد المشاهدات : (7208)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :