رم - لو نظرنا إلى واقع الأمة العربية عند بداية قيام الكيان الصهيوني عام 1948م ، لوجدنا ضعف التطور في المجال العلمي و المجال التكنولوجي ، ، لغاية عام 1850م كانت اليابان دولة متواضعة في مجال التطور العلمي وكذلك ألمانيا ، ولم تكن هذه الدول في حينها تقارن بتطور مصر . كانت الصين في حالة تجتاحها المجاعات حتى عام 1949م ، وكانت ماليزيا في عداد دول العالم الثالث حتى عام 1980م . ولم يكن الأمر في هذه الدول بحاجة إلا إلى قيادة وقرار. ولو نظرنا إلى حدّة رَدة فعل الاستعمار، بأشكاله وألوانه، على نهضة الشعوب وثوراتها، لأدركنا حقيقة أننا ننهض وأننا في الطريق الصحيح.
عند دراسة تاريخ قيام الكيان الصهيوني، لابد من ذكر بعض الحقائق منها :
ــ إن إسرائيل فى الحقيقة هى من أكثر بلاد العالم تقدما فى كل المجالات ، فنظامها التعليمى من أفضل النظم التعليمية فى العالم، وهناك 12 إسرائيليا حصلوا على جائزة نوبل سواء فى العلوم أو الآداب، وهى أكثر البلدان تقدما اقتصاديا وصناعيا فى جنوب غرب آسيا والشرق الأوسط وتحتل المرتبة الـ 16 فى تقرير التنافسية العالمى. وفى عام 2017 تجاوزت قيمة صادراتها 60 مليار دولار. وفى إسرائيل توجد مراكز بحث وتطوير الشركات عالية التقنية ، وتمتلك العديد من الاقمار الصناعية. وجيشها من أقوى جيوش العالم.
ـــ أفصح رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق "إيهود باراك" في السابع من أيار عام 2022،في مقال بصحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مخاوفه من الزوال المُرتقب لدولة الاحتلال، مُعللا مخاوفه بما سمّاه "سُنَّة التاريخ اليهودي"، التي تقول إن كل الدول اليهودية لم تُعمِّر أكثر من 80 سنة .
ــــ قال نتنياهو في تصريح له "سأجتهد كي تبلغ إسرائيل عيد ميلادها المئة، فالتاريخ يعلمنا أنه لم تُعمَّر دولة للشعب اليهودي أكثر من 80 سنة".
ـــ في حوار مع صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، خرج المؤرخ الإسرائيلي "بيني موريس" عام 2019 راسما ملامح النهاية للمشروع الصهيوني.
ــــ عدم انسجام القيادة السياسية مع العسكرية لجيش الاحتلال ، لتحويل السياسات الى خطط استراتيجة قابلة للتنفيذ من قبل القيادة العسكرية. وتوسع دائرة الحقد والكراهية من معظم دول العالم.
ــــــ كثرة القتلى من الجنود وضباط في جيش الاحتلال.
ــــــ تراجع الدعم من الدول المساندة لاسرائييل لان هذه الدول يهمها مصلحتها.
ــــــ اخذت بعض الدول موقف مباشر لادانة الحرب على غزة منها جنوب افريقيا والمكسيك وتشيلي، حيث احالت هذه الدول، الاوضاع في فلسطين الى المحكمة الجنائية الدولية.
بعد دراسة بعض الحقائق الواردة اعلاه باختصار و عند تحليلها نجد مايلي:
ــــــ هل منعت الترسانة النووية الهائلة، وأقوى جيوش العالم الاتحاد السوفيتى، من تفككه وانهياره،ألم تتفكك يوغوسلافيا إلى شظايا متناثرة ؟ تقدم إسرائيل ليس ضمانة أبدا ضد التفكك والانهيار .
ـــــ نحن أمام كيان يتآكل من الخارج والداخل، ويهاجر شعبه للتخلص من الإزعاجات المتكررة، ويخضع قادته لهاجس وعقدة تنذر بالانهيار، ويهرب أفراده من التجنيد و يهربوا من ارض المعركة ، في حين يقف أمامه بضعة آلاف من المقاومة ويلحقوا به الضربات المتوالية التي تكشف هشاشته أمام نفسه وأمام العالم.
ــــ جيش الاحتلال لم يحقق اي هدف من اهدافه التي افصح عنها.
ــــــــ اعتماد قادة جيش الاحتلال على الجنود المرتزقة ، ليس لهم معرفة وخبرة في مسرح العمليات وجغرافية المنطقة واسلوب القتال مع المقاومة، تم التعويض عنها بزيادة عدد الضباط ، لخبرتهم في اسلوب القتال ومعرفتهم في جغرافية المنطقة ، هذا ما زاد من عدد القتلى من ضباط جيش الاحتلال.
ــــ وقوف الشعب الفلسطيني ودعمه للمقاومه من اجل اعادة وطنهم المغتصب.
ـــ الكيان الصهيوني حدد أهدافاً غير تلك التي أعلنها للمستوطنين للعالم ، إذا يستهدف العدوان السيطرة على القطاع بشكل كامل ووضع اليد على حقول الغاز والنفط ،الواقعة في المياه الإقليمية لقطاع غزة وانشاء قناة تربط بين البحر المتوسط والاحمر عبر قطاع غزة.
ـــــ الاحتلال لم يتوقع أن تستمر الحرب لهذه المدة الطويلة ، لاسيما وأنه اصطدم بضراوة المقاومة.
ــــ الكيان الصهيوني يمتلك العديد من الاقمار الصناعية القادرة على الدوران حول الارض خلال ساعة ونصف لغايات الرصد والتجسس ، و تمكنه من كشف أعماق المحيطات ، لكنه يقف عاجزا في غزة عن رصد الأنفاق وتحركات المقاومة.
ــــ لكونها أمست كياناً مكروهاً ، الأمر الذي سيؤدي إلى تعرض مراكز اقتصادها خارجياً لهجمات غير متوقعة في معظم انحاء العالم.
ـــــــــ انشأت اسرائيل لتكون ذراع الى كل من امريكا وبريطانيا تهدد فيها دول الاقليم، ولكن بوجود التكنولوجيا التي تملكها هذه الدول وغيرها من الدول المتقدمة اصبحت جميع دول العالم ضمن مدى اسلحة وصواريخ والطائرات الامريكية والبريطانية والدول المتقدمة ، لذلك انتهت مهمة الكيان الصهيوني .
لكل بداية نهاية، من خلال المعطيات اعلاه، نصل الى عدة أستنتاجات منها ، بداية انهيار الكيان الصهيوني خلال مدة اقصاها عشرة سنوات من وجهة نظر الكاتب للاسباب التالية:
ـــ زيادة الهجرة المعاكسة ، وتطور واتساع الخلاف بين قيادات الاحتلال السياسية والعسكرية ، وعدم ثقة المواطنين بقيادتهم ، التي لم تؤمن لهم الامن والاستقرار كما وعدتهم.
ـــــ كشفت الحرب على غزة ، عورة الاحتلال الذي اعتبر بانه نمر على ورق يعتمد على الاعلام المزيف والعملاء والاشاعات.
ـــــ التخبط في أدارة الحرب، وتوسع مسرح العمليات ليشمل بعض المواقع في سوريا والحوثيين وحزب الله.
ــــ نجاح القتال الفردي بمجموعات صغيرة ،لايتجاوز العدد في كل مجموعة خمسة افراد.
ـــ بعد تحمل الضربة الاولى من قبل المقاومة ، ووقوف المواطنين معها ، ستتحول الى مرحلة الهجوم .
ــــ ستكون المقاومة الفلسطينة قدوة لمقاومة الاستعمار والغطرسة في معظم دول العالم.
ـــــ اصبحت الدول العظمى على حدود جميع دول العالم من خلال التطور التكنولوجي .
اللواء الركن " م "الدكتور مفلح الزيدانين
متخصص في التخطيط الاستراتيجي وادارة الموارد البشرية