رم - علي سلامة الخالدي
الجيش مؤسسة وطنية عريقة، لها أهدافها ومبادئُها، واجبها الدفاع عنِ الوطن وحماية الدستور، وتعزيز الاستقرار الداخلي والأمن الوطني، الجيشُ هو مدرسةٌ كبرى للتدريب، وجامعةٌ عظمى للتعليم، يتخرجُ منها المتقاعدون العسكريون بعد أن نهلوا العلومَ المعرفيةَ والثقافة الوطنيةَ، صنعت منهم قادة أقوياء نزيهين مخلصين، يؤمنونَ بقدسيةِ الواجبِ، مستعدينَ للتضحية من أجل الوطنِ.
معالي العيسوي رئيس الديوانِ الملكي أحد خريجي جامعة الجيش، من جيل حجر الصوان، أمضى 65 عاماً في الخدمة، بقي مثابراً متحمساً يواصل الليل بالنهار، متنقلاً بين مضارب البادية، وأطراف الأرياف، وضجيج المدن، واكتظاظ المخيمات، منفذاً للتوجيهات الملكية السامية، لا يترك شاردة ولا واردة إلا تعامل معها، بنشاط الشباب وتعقل الحكماء، صحيح أنه ارتدى الهندام العسكري واعتمر الشعار، وارتوى من نبع الانضباط، وتخرج من جامعة الجيش برتبة عسكرية عالية.
استبدل الهندام العسكري شكلاً، وبقي على لونه جندياً محترفاً وقائداً مـخـتلفاً.
منذ أن تبوأ شرف المسؤولية، انتهج استراتيجية مختلفة لإدارة الديوان الملكي العامر، والاشتباك مع الناس، في خطوة غير مسبوقة، ظنها البعض قفز في الهواء، ومغامرة قاتلة، وقرار صعب في منطقة حساسة، فتح أبواب الديوان أمام القوى الشعبية والوطنية، احتضن بصدر رحب مئات الوفود، والفعاليات العشائرية، هذا الانفتاح يدل على درجة عالية من الثقة بالنفس، والحنكة، والدهاء السياسي، نالَ رضى الجميع وثقة سيد البلاد، وكان له انعكاس إيجابي على الوحدة الوطنية، والالتفاف حول القيادة الهاشمية في هذه الظروف الصعبة والأحوال الاستثنائية.
"أهلُ مكَّةَ أدرى بشعابها»، الرجل بخبرته الطويلة، وتجربته الواسعة، أصبح يفهم ما في عقل صاحب القرار، يتقن فن التنبؤ بما يشرح صدره، صحيح أنه يعمل بتوجيهات ملكية سامية، لكنه يبدع في تطبيقها، يحقق إنجازات يُشار لها بالبنان، يُغطي كافة جوانب المسؤولية، يمتلك طاقة عجيبة، ومرونة نادرة، يتعامل مع الجميع بتواضع فطري، غير مصطنع، يشد عضده، ويتعاون معه، ويقف بجانبه، رجل من خيرة الرجال، وضابط من ألمع الضباط، ومستشار من أنبل وأعرق المستشارين، صديقي معالي الباشا كنيعان البلوي، يعملان في ظلال شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء.
فريق متقاعد