رم - كينيث سميث، هو السجين الأول الذي أعدم عن طريق حرمانه من الأكسجين باستخدام قناع مرتبط باسطوانة نيتروجين في ولاية ألاباما الأميركية.
وسميث (58 عاما) مدان بارتكاب جريمة قتل زوجة قس عام 1988 كقاتل مأجور.
جدل حول الإعدام بالنيتروجين
وذكر موقع "usatoday" أن تنفيذ عملية الإعدام استغرق نحو 22 دقيقة، بدا أن سميث يتشنج ويهتز بقوة لمدة 4 دقائق تقريبا بعد أن بدأ غاز النيتروجين يتدفق عبر قناعه.
وتابع الموقع الأميركي أن "دقيقتين أو 3 دقائق أخرى مرّت قبل أن يبدو أنه فقد وعيه، وكان كل ذلك يلهث بحثا عن الهواء لدرجة أن النقالة اهتزت مرات عدة.
لكن سبق عملية الإعدام دعوة من قبل خبراء بالأمم المتحدة للسلطات الأميركية إلى عدم المضي قدما في تنفيذ إعدام السجين اختناقا بالنيتروجين على اعتبار أن هذه الطريقة قد تعرضه إلى "معاملة قاسية أو غير إنسانية أو مهينة قد تصل إلى حد التعذيب".
وكانت قد رفضت المحكمة الأميركية العليا طعنا تقدّم به سميث للمطالبة بوقف تنفيذ حكم الإعدام.
وقال محامو سميث إن بروتوكول القتل بالغاز الذي لم يٌختبر من قبل قد ينتهك الدستور الأميركي فيما يتعلق "بالعقوبات القاسية وغير المعتادة".
من جهته، أكد ناطق باسم الاتحاد الأوروبي المناهض لعقوبة الإعدام أن التكتل المكوّن من 27 دولة يشعر "بأسف عميق" لعملية الإعدام هذه، مشيرا إلى أنه "بحسب كبار الخبراء، فإن هذه الطريقة على وجه الخصوص قاسية وهي عقوبة غير عادية".
في المقابل قالت حاكمة ولاية ألاباما، كاي آيفي:
تم تنفيذ الإعدام بشكل قانوني عن طريق نقص الأكسجة في النيتروجين.
هي الطريقة التي طلبها السيد سميث سابقًا كبديل للحقنة المميتة.
كما دافعت ولاية ألاباما عن هذه الوسيلة معتبرة أنها "قد تكون وسيلة الإعدام الأكثر إنسانية التي تم استخدامها على الإطلاق".
اختناق ثم وفاة
وأوضح استشاريّ الأمراض الصدرية والحساسية الدكتور الأردني محمد حسن الطراونة لمنصة "المشهد" أن النيتروجين يشكل نسبة 78% من الهواء بينما يشكل الأكسجين نسبة 21%.
وعن الإعدام بالنيتروجين، ذكر أنه "في حال إطلاق غاز النيتروجين داخل الجسم، سيحتل مكان الأكسجين ويزيله من الجسم، هنا يحدث الإختناق نتيجة انكماش الرئة".
وتابع أن "العملية تتم عبر دفع يلحقه ضغط قوي للغاز المذكور ليحل محل الأكسجين، فتتغير عملية امتصاص الجسم للأكسجين ويحدث انكماش الرئة".
كلّ هذه العملية لا تحتاج سوى دقائق وهذا فعلا ما حصل مع شميث.
وشبّه الطبيب المتحدث العملية بما يحدث عند الاختناق على أعماق كبيرة داخل البحار ما يؤدي ذلك إلى دخول كميات من النيتروجين للجسم وقد يحدث انكماش الرئة، ويصل أحيانا إلى حصول نزيف في الرئة ما يؤدي للوفاة.
وأشار الطراونة إلى أن النيتروجين غاز عديم الرائحة واللون والطعم وقليل الذوبان في الماء لذلك يستخدم في مجالات عدة لما له من أهمية.
آخر كلامات كينيث سميث
وعن آخر كلمات سميث قبل يوم من عملية الإعدام، قال فيها "تسببت ألاباما الليلة بإرجاع البشرية خطوة إلى الوراء".
وخلال العملية، ابتسم سميث من خلال القناع قائلا "أغادر بحب وسلام ونور.. أحبكم. أشكركم على الدعم. أحبكم جميعا".
وأشارت إدارة السجون في ألاباما إلى أن آخر وجبة تناولها سميث صباح يوم الخميس كانت شريحة لحم وبطاطا مهروسة مقلية وبيضا.
وألاباما واحدة من 3 ولايات أميركية وافقت على استخدام الخنق بالنيتروجين كوسيلة إعدام، إلى جانب أوكلاهوما وميسيسيبي.
وقد تضاءل عدد عمليات الإعدام بمرور الوقت من 98 عملية إعدام في عام 1999 إلى 11 عملية إعدام في عام 2021، وفق حقوقيين أميركيين لصحيفة "نيويورك تايمز".
ويرجع هذا الانخفاض إلى مجموعة متنوعة من الأسباب، بما في ذلك القيود المفروضة على إعدام المعاقين إدراكيً، وزيادة الوعي بالإدانات الخاطئة والفوارق العرقية، والقيود التي تفرضها شركات الأدوية على استخدام منتجاتها، وفق الصحيفة.