بإيجاز: رسالة يوم التعليم العالمي


رم - د. عزت جرادات
*يوم الرابع والعشرين (24) من هذا الشهر (يناير) كانون الثاني هو اليوم العالمي للتعليم: فقد أعلنت منظمة (اليونيسكو) في (3/12/2018) بأن يكون هناك يوم عالمي للتعليم، تأكيداً على الدور الكبير الذي يؤديه التعليم في بناءً المجتمعات وتنميتها وتحقيق التنمية والسلام في العالم. فالتعليم يضع الأساس لمجتمعات أكثر سلاماً وعدلاً. وهو قوة مُتعّمقة في مختلف جوانب الحياة المجتمعية، وبخاصة في مواجهة طويلة المدى للقضايا العالمية مثل تغيّر المناخ، والانحدار الديموقراطي في العديد من دول العالم، والغياب القسري لقيم العدالة الاجتماعية والمساواة.
*ومع نشر هذه المقالة تكون (اليونيسكو) قد احتلقت أو تحتفل باليوم العالمي للتعليم لهذا العام؛ فقد اتخذت موضوع خطاب الكراهية والعنف عنواناً لاحتفالاتها، ودور التعليم الفاعل في مواجهة هذا الخطاب فقد بدأ هذا الخطاب يتصاعد في السنوات الأخيرة الماضية، وبخاصة من خلال بعض وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام المجرّد من النزاهة والعاري من المصداقية.
*أن خطاب الكراهية هو المحفِّز للعنف أو التمييز بشتى أنواعه ومجالاته وأشكاله ويزداد هذا الخطاب عنفاً وحِدّةً في الأزمات الدولية أو الإقليمية الطارئة، والتعليم هو الأداة القادرة على الوصول إلى جذور وأسباب هذا الخطاب. وأن واجب الأسرة التعليمية، عالمياً، أن تحِصّن المتعلمين بجميع المستويات التعليمية لمواجهة ذلك الخطاب؛ وأن تعمّق فيهم قيم الديموقراطية والحوار واحترام حقوق الإنسان لدى المجتمعات البشرية كافة.
*ولعل من أخطر ما يهدد المجتمعات المعاصرة احترام النظم السياسية لتطلعات الشعوب اختياراتهم، فالشعوب المعاصرة تتطلع نحو المستقبل الذي يرسّخ تلك القيم العليا للإنسانية، ويرفض مواقف الكراهية والانحياز للروح المعادية التي تهدد المجتمعات، وتدمّر ما بناه الإنسان من قيم التعايش واحترام الكرامة الإنسانية.
*وقد تجلّى احترام الشعوب للقيم الإنسانية بتظاهرها مستنكرة العدوان على شعب غزة وأطفالها وبنيانها، بينما تجلت روح الكراهية لدى أولئك الذين انبعثَتْ فيهم روح المرحلة الاستعمارية، فاندفعوا صاغرين يلتمسون رضا المعتدي، مدافعين عن قيم إرهاب الدولة ضد مجتمع غزة، ولم تؤثر فيهم ما غرسته فيهم أرقى الجامعات العالمية من قيم وسلوكيات إنسانية.
*فليكن يوم التعليم العالمي الذي تحتفل به اليونيسكو أو قد احتلقت لهذا العام يوم تثقيف للمجتمعات الإنسانية، افراداً وشعوباً وقادة.



عدد المشاهدات : (6478)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :