رم - العين محمد داودية
صلابةٌ في المعارضة...صلابةٌ في الموالاة (1-2)
صاغ النائب عمر العياصرة تأصيلاً جديداً للثنائية الازلية، ثنائية المعارضة والموالاة في كلمته التي ألقاها تحت القبة أمس.
فالواحدية لله تعالى، أمّا الثنائية والتعددية فهي من طبيعة الحياة وركائزها وعناصر ديمومتها.
النهار والليل، الذكر والأنثى، الخير والشر، السماء والأرض، الميلاد والموت، ...
لما يختار المعارض المراجعة والموالاة، يذهب اليها بكامل قيافته وقوته ويبرز من أشد المؤمنين بالنظام السياسي الهاشمي.
وكما كان المعارض قوياً في المعارضة وعلى صلابة معروفة، وتحمل استحقاقاتها القاسية، ها هو قوي في الموالاة يعزز النزاهة والرشد ويتحمل سوء التوصيف والتصنيف.
حضرت كلمة عمر العياصرة تحت القبة، التي كانت اطروحة نظرية صلبة في مسألة لطالما طالها العك والخض، وهي تحريم التحول من صف إلى صف، وكأنه تحول من جنس إلى جنس !!
وقدّرت عالياً، ذهاب دولة الرئيس بِشر هاني الخصاونة إلى مقعد النائب العياصرة لتهنئته بكلمته الجميلة.
ولطالما كتبت وقلت ان "المعارضة ضرورة وليست ضرراً" وهي مضاد قانوني وأخلاقي للفساد والإستبداد.
قال لنا وزير عتيق، وهو يؤشر بسبابته على كرسيه الوثير: انتم تعارضون من أجل الوصول إلى هذا الكرسي !!
قلت له: ولكنك تجلس على هذا الكرسي بدون ان تكون معارِضاً !!
عام 1993، كنا نقف على مدخل قبة مجلس النواب استعداداً للجلسة: طاهر المصري، عبد الرؤوف الروابدة، علي ابو الراغب، عوض خليفات، صالح ارشيدات، عبد الرحيم العكور، مفلح الرحيمي وحمزة منصور.
كنت اقرأ مسودة بيان "ضب الشّكَل والنشب"، الذي من المؤكد ان ينجم عن مناقشة عاصفة تدور حول تعرض النائب عبد المنعم ابو زنط للضرب.
انضم الينا النائب إبراهيم زيد الكيلاني وزير الأوقاف في حكومة مضر بدران، فوجه لي كلاماً مازحاً قائلاً: اراك متنشطا أخي ابو عمر، ملحّق تصير وزير ؟!". فردّ عليه سريع البديهة عبد الرؤوف الروابدة قائلا: لماذا تستكثر على الرجل ما ابحته لنفسك؟. انتم السابقون وهم اللاحقون.
الملاحظ اليوم ان البعض يلجأ إلى التعميم واعتبار كل من تولى منصباً عاماً، شخصاً فاسداً لصاً مليارديراً. هكذا "صَم لَم".