رم - العين محمد داودية
يلعب نتنياهو والقادة العسكريون الإسرائيليون ورقة الرهائن، ويشهرونها في وجه الرأي العام العالمي، لابتزازه ومن أجل إظهار ان المقاومة الفلسطينية؛ مقاومة إرهابية تستهدف المدنيين وتنتهك حقوقهم وحياتهم.
وقد اصبحت المطالبة بالافرتج عن الرهائن الإسرائيليين "ترند" ومطلباً لدى كل سياسي العالم ومنظمات الأمم المتحدة.
ولا يتوازى مع هذا "الترند"؛ المطالبة بوقف اطلاق النار بقصد الابادة الجماعية على البشر في قطاع غزة المنكوب.
لولا يضع السياسيون المنافقون الفاسدون، معادلاً ومكافئاً حقوقيا وأخلاقياً، مع مطلب إطلاق سراح الرهائن؛ هو إطلاق سراح الشعب العربي الفلسطيني الذي يرسف في الاحتلال الإسرائيلي الدموي منذ سنة 1967 !!
ذوو الأسرى الإسرائيليين فقط، ينادون بالافراج عن ابنائهم مقابل الافراج عن الأسرى الفلسطينيين "الكل مقابل الكل". في حين يعلو صوت أهل القتلى الإسرائيليين في 7 اكتوبر على جميع الأصوات يطالبون بالثار والانتقام وعدم توقف المذابح.
وقلما يثور في أوساط الرأي العام الإسرائيلي سؤال المليون: إلى متى ؟!
فقد بات واضحاً للإسرائيليين، أن فائض القوة والذبح طويل الأمد والإفلات من المحاسبة ومن العقاب الدولي، لم ولن يحقق الإفلات من عقاب الضحايا، ولم ولن يحقق الأمن للإسرائيليين المحتلين.
وبالتأكيد بالتأكيد، فإن طوفان الاقصى لن يكون آخر طوفانات الضحايا والرازحين تحت نيران الاحتلال الدموي.
ودائما تتخلق أشكال مقاومة فلسطينية مختلفة؛ بمواقيت متنوعة؛ في اماكن متعددة؛ متفاوتة في الشِّدة والحدَّة.
ودليلنا الواضح هو ان المقاومة الفلسطينية للمشروع التوسعي الاستيطاني الصهيوني؛ لم تتوقف منذ أكثر من 100 عام. لم توقفها التضحيات والآلام والخسارات المريرة الفادحة، لأن الاحتلال= مقاومة، ولأن المقاومة= تضحيات، مثلما تساوي آلاما مماثلة للمحتلين.
قال تعالى: {وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا}.
وفي هذه الآية الكريمة حث وأمر إلهي على مطاردة الأعداء والصبر على قتالهم ومقاومتهم، وفيها وعد إلهي بتحقيق الظفر والفوز.
تلكم الآية الكريمة وغيرها؛ تبث قوة دافعة عظيمة، تحمل شباب أمتنا العظيمة، إلى نقطة الالتحام الصفرية !!