بقلم: د. ذوقان عبيدات
بعيدًا عن أي علاقة عائلية، حضرت محاضرة د. خالد باشا عبيدات، وبحضور جمهور وازِن، ضمّ نخبة من فتيات العبيدات وصديقاتهن. تحدث المحاضر في كل ما لا يعرف الجمهور! لم يكرر كلامًا معادًا، ولم يتحدث في بدهيات الحرب، وبدلًا من ذلك قدم مبادىء الحرب اللامتماثلة والتي عادة تتم بين جيش نظامي، ومجموعات من المقاومة؛ مسترشدًا بمبادىء ماوتسي تونغ، ولورنس العرب، وعسكري باحث فرنسي من أصل تونسي داود فلالة، صاحب تطوير نظرية مكافحة التمرد.
وحاول المحاضر تطبيق تلك المبادىء على ما يجري في حرب غزة! وسأحاول عرض أبرز ما قال!
(01)
مبادىء الحرب اللامتماثلة
احتلت مبادىء ماوتسي تونغ مكانة أولى في الحديث:
• إذا هجم العدو، تراجعنا، وإذا توقف، فإن علينا إزعاجه، وحين ينسحب نهاجمه.
• علاقة المقاومة مع الشعب علاقة السَّمك بالبحر. يتحرك السَّمك بشكل مستمر، وفي كل مكان، ولا يمكنها العيش من دون بحر!
• الحرب سياسة بالسلاح، والسياسة حرب من دون سلاح، وكلتاهما يجب أن تكون قوية: سياسة قوية، وقوة ذكية.
أما عن مبادىء لورنس، فقال المحاضر:
الحرب عمل عقلي يفوز بها الأكثر ذكاءً، فالقوة الذكية هي التي تحسم الحرب.
العدو نبتة، والمقاومة أشبه بنسمة، وليس من السهل التخلص منها، فهي قادرة على إحداث هزة وانحناءة، وربما كسر!" كما أن قوة النبتة وضعفها يكمنان في ثباتها، بينما قوة النسمة في حركتها المستمرة. وهذا ما يعطي ميزة للمقاومة.
اتساع رقعة المعارك ميزة للمقاومة، والأرض الواسعة والتضاريس المعقدة هي ميزة للمقاومة، وتحدّ للجيش الذي يصعب عليه تغطية المساحات الواسعة!
أما داود فلالة، الذي اشتهر بتطوير نظرية القضاء على الثورة، فقد نقل المحاضر عنه ما يأتي:
السُّلطة هي القوة الشرعية، بينما الثورة فكرة أيديولوجية؛ ولذلك، فإن إطالة فترة الحرب عامل لنصرة الثورة، فالجيوش دائمًا لا تستطيع الصمود طويلًا.
فالوقت زهو تعويض، أو رصيد للثورة في مقابل قوة الجيش .
في بيئة الثورة ثلاث فئات: قلة قليلة تساند الثورة، وفئة قليلة ضدّ الثورة، وغالبية محايدة! ويتسابق الثوار والجيش لاكتساب تأييد الفئة المحايدة. وعلى الثورة أن لا تلحق ضربة صادمة للسُّلطة، وإلّا تنمّرت السُّلطة، وبدأت حرب إبادة.
(02)
الحرب على الشعب الفلسطيني
ما انعكاسات هذه المبادىء على الحرب العدوانية الصهيوأمريكية على الشعب الفلسطيني؟ من الواضح أن واقع ما حدث في غزة هو:
أولًا: غزة منطقة جغرافية ضيّقة، وهذه ميزة للجيش الإسرايلي لولا أن المقاومة التفّت حول قلة حجم الأرض بسلسلة معقدة من الأنفاق!
ثانيًا: اللجين الإسرائيلي يريد حربًا خاطفة يمكنه حسمها، ولكن لم يتحقق ذلك بسبب لجوء المقاومة إلى إطالة فترة الحرب وهذا أضعف كثيرًا قوة الجيش الإسرائيلي.
ثالثًا: لقد أحدثت المقاومة صدمة قويةً للجيش الإسرائيلي في السابع من أكتوبر، وهذا ما يفسر الحقد والجرائم الإسرائيلية. فالصدمة كانت تهدد إسرائيل وجوديّا.
(03)
من المنتصر؟
حدّد المحاضر أن الولايات المتحدة هي الخاسر الأكبر؛ خاسرة أخلاقيّا، وخاسرة سياسيّا، وخاسرة عسكريّا، وصارت قواعدها وبوارجها مهدّدة من سوريا، والعراق، واليمن. والخاسر الثاني إسرائيل؛ خسارة أخلاقية قادتها لمحكمة العدل الدولية، وخاسرة استراتيجيّا وعسكريّا!!
وختم المحاضر: فلسطين وثوّارها، هم المنتصرون ما لم تحدث مفاجآت!!
لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
|
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |