غزه… صمت مطقع…!


رم -


د. مفضي المومني.

تتدحرج كرة الموت… والتدمير… في غزه وفلسطين… نشاهد الموت والجوع والإذلال… وبارقات البطولة… والشهادة… والنصر… ثم نلوذ بالصمت… كأن (عرس الموت عند الجيران…!) انه صمت مطقع… (مشتق كصورة بلاغية مغرقة بالوهن والخذلان… من الفقر المطقع) ….الذي نعانيه… وهو ليس بالضرورة فقر المال والاطيان… انه فقر الكرامة… والرجولة… حد الإنبطاح والخذلان… فماذا عملنا كأعراب… نزئر بغثاء السيل… ونتآمر كثعلب ماكر… ونشيح بوجهنا ونسترق السمع خلف الأبواب… وكأننا جبل جليدي مشبع بالبرودة حد الإبتلال والموت السريري… وننتظر… معجزة ربانية بعد أن اكتشفنا أن لا حول ولا قوة لنا… مجموعة من الأوباش الحاقدين يحاصرون امتنا ودولنا العربية… نعم نحن المحاصرون… لا نملك قرارنا… وأهل غزة هم الأحرار يصارعون جبل النار فيقتُلون ويقتَلون… يلاقون وجه ربهم بالشهادة… ونلاقيه بذلنا وعارنا… إنها مرحلة انحطاط… استمرئتها امتنا بقياداتها وشعوبها… لا بل سعى إليها من سعى… وباع تاريخ الأمة… بأمجاد كرتونية… ومصالح رخيصة… لن تلبث أن تتلاشى… عندما يصلهم دور المحتل كما وصل غيرهم. .!


خمسة وسبعون عاماً من الإحتلال ومئة عام من الإستعمار… وما آن لهذا الفارس أن يترجل..! ماذا كنا نعمل… كانت القضية ملهاة… ومسمار جحا لاستمرار التآمر والخيانة… وكله بأيدي أبناء جلدتنا من الخونة والمتآمرين… الاهثين نحو السلطة والمال الحرام… والجاه الوضيع… على حساب امتهم وشعوبهم… وليست الشعوب بأفضل من حاكميها… فمثلما تكونوا يولى عليكم.
مسرحية ممنهجة لمسح غزه عن الارض… وتلحقها فلسطين… هذه حقيقة مخططاتهم… ثم بعدها دول الجوار والمواجهة… اكلت يوم اكل الثور الاسود لا بل الابيض…! لا فرق… واعلنوها بصراحة ووقاحة وعرضوا خارطة المسخ الكبرى… ونحن مثل (اللي جوزها طلقها وهيه قاعده بتفرش)… لا بل نتفنن باستمراء الذل والمهانة… التي تغلغلت في عروقنا وكأننا نستمرئ الذبح… ومشكلتنا في السكين…! يا الله ارحمنا.
الشعوب مغلوبة ومسلوبة وتعرضت لحملة تدجين وتسكين ممنهج موجه من الغرب والشرق… بضع تظاهرات واعتصامات من ناشطين…. لا تغني ولا تسمن من جوع.


أحزاب… الزحام الحزبي الذي يعيق المسيرة كما ذكره الملك الراحل… أحزاب البيوت الجاهزة… أو اللمم كما وصفها مسؤول كبير…. صدعت رؤوسنا ببرامجها (نسخ كربون)… ومؤتمراتها وجولاتها لشحدة الإنتساب… وتعظيم الأرقام… وغالبيتها تنهج نهج السلم والدرج…! كلكم درجات لنصعد عليها… وفي الأفق وزارة أو منصب أو ثروة أو حضوه…. وكله على حساب الشعب المسكين وغير المسكين…. بعضها ركب الموجة ووجدها فرصة للتجلي والشهرة بذات الشخوص القديمة… التي يتم اجترارها وتلميعها لتتابع مسيرة الفشل السابقة… إلا من رحم ربي…! وبعضها آثر الصمت المطقع… واكثر ما طلع منهم ندوات ولقاءات ومؤتمرات… يتقربون خلالها من السلطة… ويسوقون لدور الاردن… وهم يعرفون أن دور الأردن اكبر من أن يسوقوه… فنحن بلد المهاجرين والانصار قبل أن يحاولوا تصدر المشهد بحزبيتهم المجترة… والخلاصة… لا فعل لا أثر… بل محاولات لركوب الموجه وصراع بقاء من أجل المصالح الشخصية….!


الدولة ومؤسسة الحكم… في موقف لا تحسد عليه…. غبي من لا يعرف حجم الضغوطات والتهديدات الامريكية الصهيونية… فلا يملكون الرفض لأنهم لا يركنون لقاعدة قوية في ظل التآمر العربي والغربي… ولا يستطيعون تلبية طموحات الشعوب وهي نفسها غير جاهزة…. ويحاولون مسك العصى من النصف… والعصى ليست بيدهم… فعندما تحاط بالخذلان من كل من حولك لن تستطيع رفع رأسك….(ودبرها يا معلم) والله يعين.
الدول العربية… لا شرح ولا قول فوق ما تعرفون يا رعاكم الله...!
لا ضير… استبيحت امتنا وتعرضت لويلات وحروب وقتل ودمار واستعمار… وتنكيل عبر تاريخها…. وتبقى ثقتنا بالله أن دولة الظلم ساعة… ودولة الحق إلى قيام الساعة… وهي دورة الحضارات… وتحتاج لزمن وفعل… فكل الحضارات بحلوها ومرها اندثرت…. والزمن الصهيوامريكي الغربي الأستعماري هو المهيمن حالياً، رضينا أو لم نرضى… لكن نهايته لا بد أن تأتي… قد تبدو هزيمتهم مستحيلة لأننا ضعاف… ولكن قد يهزموا من الداخل… ربما بزماننا أو بزمن أجيال لاحقة… فالظلم لا يدوم… والحضارات تتصاعد وتصل القمة ثم تهوي…. هكذا علمنا التاريخ.


أمتنا بحاجة للنهوض… قوى الإستعمار تقف بالمرصاد… يريدوننا شعوب مشتتة متفرقة جاهلة فقيرة لا تفكر الا بقوت يومها… يطاردوننا في كل حياتنا…. فهل نستسلم ونستمرئ كل هذا… ؟ لا… لا بد لأمة خير أمة اخرجت للناس أن تسود… وتخرج من عباءة الذل والإستعمار… والوكلاء من ابناء جلدتنا…. وإلى أن يكتب الله أمرا كان مفعولا… نحتاج لمن يغيرنا بعد أن نغير ما بأنفسنا… فالهزيمة تبدأ من الذات قبل أن يفرضها العدو.
الرحمة لشهداء غزة… وفلسطين…والعار لكل المتخاذلين… اللهم اخرجنا من فقرنا المطقع… وغير احوالنا… ولنلهج بالدعاء… غير المقرون بالفعل..! حتى تاريخه… وربنا يعين.
حمى الله غزة… وفلسطين… وحمى الله الاردن.




عدد المشاهدات : (8329)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :