رم - د هايل ودعان الدعجة .
كل ما يفعله الاردن من اجل فلسطين والشعب الفلسطيني ، ليس بجديد ولا بغريب ، وهو الذي دائما ما يضع كل امكاناته وطاقاته وقدراته في خدمة القضية الفلسطينية ، تماهيا مع ثوابته ومواقفه الوطنية والعروبية والانسانية والاخلاقية . إذ اخذ على عاتقه اتباع كل السبل والوسائل نصرة للاشقاء ، موظفا دبلوماسيته المؤثرة والفاعلة التي يقودها جلالة الملك في لفت انتباه المجتمع الدولي وتذكيره وباللغة التي يفهما ، بحقوق الشعب الفلسطيني وعدالة قضيته وبضرورة اقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني . وان هناك قرارات ومرجعيات ومنظمات دولية تؤكد ذلك وتقر به . وهو ما تتسلح به الدبلوماسية الاردنية في نصرة الاشقاء والدفاع عن حقوقهم . ولأن ملف القضية الفلسطينية دائما ما يكون حاضرا على الاجندات الملكية والاردنية داخليا وخارجيا ، فامر طبيعي ان تكون هي الشغل الشاغل للاردن قيادة وحكومة وبرلمانا وشعبا ولمختلف المكونات المجتمعية . وما الوسائل التضامنية والتعبيرية المتعددة التي خطها واتبعها رسميا وشعبيا تعبيرا عن مسؤوليته وشعوره واحساسه الوطني والقومي والانساني والاخلاقي تجاه الاهل في غزة ، الا التماهي الحقيقي مع ما تعنيه القضية الفلسطينية بالنسبة له . ولأن هذه الوسائل من الكثرة التي يصعب حصرها ، والتي لم تقتصر على حادثة او فترة زمنية بعينها ، فان الوقوف عند عمليات الانزال الغذائية والطبية والاغاثية الاردنية المتعددة التي تمت بتوجيهات ملكية وبمشاركة واشراف مباشر من قبل جلالة الملك ، انما يأتي من باب التأكيد على موقف الاردن المتقدم واستمرار وقوفه الى جانب الاشقاء هناك ، ووضع العالم بصورة المستوى الاغاثي والانساني الذي وصله وهو يكسر الحصار الاسرائيلي الظالم وغير المسبوق بارادة وعزيمة واصرار رغم ما يحيط بهذه العمليات النوعية والفريدة من مخاطر وتهديدات امنية ، لتوصيل المساعدات الى اهل غزة الذين يتضورون جوعا ويحرمون من ابسط حقوقهم المعيشية ، وبما ينذر بحدوث كارثة انسانية . حيث كان لها الاثر الكبير في الاسرة الدولية وهي تتابع العزيمة الاردنية في كسر الحصار ، بطريقة حركت المشاعر والاحاسيس وغيرت في مواقف ووجهات نظر شعوب العالم تجاه ما يحدث من ابادة جماعية في غزة على يد الكيان الاسرائيلي ، ليمهد بذلك الطريق امام العديد من الدول لتحذو حذوه في اطار جهود دولية عبر عمليات انزال مشتركة قادها الاردن في سبيل اغاثة الشعب الفلسطيني في غزة وتخفيف معاناته ، كما يستدل على ذلك من العمليات التي نفذها الاردن ومصر والامارات وقطر .. وفرنسا مؤخرا . ليسجل بذلك الاردن واحدا من اهم الدروس العالمية في التسلح بالارادة والعزيمة ، انتصارا للانسانية التي دارت الشكوك حول حقيقة وجودها على وقع احداث غزة والمجازر وجرائم الحرب والابادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الاسرائيلي ، وما اذا كانت الاطراف الدولية التي تروج لشعار الانسانية وحقوق الانسان .. مؤمنة به حقا .. ام تتعاطى معه كوسيلة استعمارية لتحقيق مصالحها واطماعها واجنداتها التي تخفيها خلف هذا الشعار .