رم - غاندي النعانعة
لا يشير مفهوم العمل الحزبي إلى ذلك البعد الخاص من نشاطات الأفراد داخل إطار الحزب الذي أختاروا أن يكونوا أعضاء فاعلين فيه، و إنما يشير إلى نشاط الحزب السياسي في تأدية دوره في تشكيل السياسة الحكومية العامة، حيث تختلف طبيعة تلك النشاطات وتأثيراتها باختلاف الثقافات والأنظمة السياسية الحاكمة.
و في الاردن أدى التطور المتسارع في المشهد السياسي و رؤى الاصلاح الجدي إلى أن يشار الى العمل الحزبي كحاضنة تلتف حولها مضامين التغيير المنشود،من تنظيم الحملات الانتخابية، وصياغة السياسات، إلى مرحلة المشاركة في البرلمان،ليتفاوت تأثيرها، و تتنوع نشاطاتها، التي تعكس تحولات، و ديناميات سياسية قد تقفز بالبلاد نحو انجاز عملية تغيير حقيقية، إلا أن تحقيقها لتلك القفزة سيعتمد على كفاءتها وقدرتها على فهم وتلبية تطلعات المجتمع،لتتوافر بذلك الرغبة و الإرادة لتفعيل العمل الحزبي في الأردن بموجب "قانون الأحزاب السياسية"، هذا القانون الذي تعامل مع تأسيس ونشاط الأحزاب، و حدد شروط التسجيل، والمشاركة في العمل السياسي، مستهدفا تنظيم الساحة السياسية، وضمان شفافية ومسؤولية الأحزاب.
ليرتكز مستقبل الاحزاب في الاردن على عدة أركان، بما في ذلك أركان التحولات السياسية والاقتصادية، وكيفية استجابة الأحزاب لتطلعات المواطنين، طالما كان منطلقها قاعدة مستقرة من الدعم الشعبي الشامل.
و تشير تحديات مشاركة الشباب في الأحزاب السياسية إلى أهمية توفير بيئة تشجع وتعبر عن قضاياهم وآرائهم؛ لا سيما أن القرينة القانونية متوفرة، فتوفير فرص للشباب ليكونوا جزءًا من صنع القرار يساهم في تعزيز تفاعلهم ، ويقوي من تواصلهم، ويخلق آليات داخلية للمراقبة، و المساءلة،هم بأمس الحاجة إليها من أجل مواصلة العمل نحو تجويد الحياة السياسية في الأردن، إذ يتوقع من الأحزاب السياسية دورًا حيويًا يشمل تشكيل السياسات، و وضع وتنفيذ برامج تلبي احتياجات المواطنين وتعزز التنمية الاقتصادية والاجتماعية، عن طريق المشاركة بالندوات واللقاءات، والتواصل مع مختلف فئات المجتمع الاردني، تعميقا لموجبات التعددية السياسية الناجعة.
ان تشجيع المناقشات السياسية العامة، وتعزيز مفهوم الديمقراطية، يمكن للأحزاب تعزيز الشفافية والمشاركة المدنية.ويعزز من حقوق الإنسان من خلال حماية حقوق الإنسان السياسية، وتوطيد المساواة، والعدالة في المجتمع.
وتعتمد عوامل إمكانية الأحزاب وقدرتها على التغيير على نجاح دورة الحياة الحزبية، و قدرتها على جذب تأييد الناخب والتفاعل مع مطالبه، و وجود قيادات قوية وفعّالة تساهم في قيادتها نحو التغيير، وتحقيق الأهداف، كما أن تنظيم حملات فعّالة، سواء كانت انتخابية أو نشاطات عامة، تلعب دورًا في تعزيز شعبيتها، عبر بناء شراكات وتحالفات مع أطياف متنوعة في المجتمع تعزز فرصها في تحقيق التغيير مما قد يتوج بتحقيق تأثير أكبر، و أوسع، مسخرة السياسات بإيجابية ، و متخذة للقرارات الوطنية الصائبة و البناءة.