في الأشهر الثلاثة الأولى من حياة الطفل حديث الولادة، تجري كثير من الأمور خلف الكواليس لضمان التطور السلس والمثير، لجميع حواس الطفل الخمس.
وعلاوة على الطرق الطبيعية للنمو والتطور المهاراتي والحركي عند الصغار، هناك أيضاً الكثير الذي يمكن القيام به لتحفيز وتشجيع تطور كل واحدة من تلك المهارات والحواس.
ومن بين تلك الوسائل التي لاقت رواجاً واسعاً في السنوات الأخيرة، ما بات يُعرف ببطاقات التحفيز البصري عالية التباين
إذ يتم استخدام عدد من البطاقات الورقية ذات الأشكال اللافتة والتصميمات المتباينة بالأبيض والأسود والألوان القوية لجذب انتباه الرُّضع حديثي الولادة بشكل يساهم في تحفيز الحواس كجزء من الروتين اليومي.
ويُعتقد أن تقديم صور عالية التباين لطفلك أمر فعال في تعزيز التحفيز الدماغي المهم الذي يحتاجه الرضّع للنمو والتعلم والتطور.
بالإمكان استخدام البطاقات منذ الشهر الأول من عمر الطفل الرضيعلا تتطور رؤية الألوان لدى الطفل بالكامل حتى يبلغ من العمر نحو 5 أشهر تقريباً. وبالتالي في البداية، تكون درجات الأسود والأبيض والرمادي هي الشيء الوحيد الذي يمكنهم رؤيته حقاً بشكل واضح نسبياً. في حين يبدأون في رؤية اللون الأحمر ببلوغهم نحو 5 أشهر من أعمارهم تقريباً.
كما تسجل شبكية عين الطفل قدرات أقوى عند النظر إلى الصور عالية التباين، وفقاً لخبراء بموقع "إنفانت زوو" لمقتنيات الأطفال وتعزيز المهارات.
ويضيف الخبراء أن الصور عالية التباين ذات الأشكال اللافتة بالأبيض والأسود تحفز الأعصاب البصرية، وبالتالي عند عرضها للطفل الرضيع يعمل هذا على تدريب حاسة البصر لديه، ويعلّم عضلات العين والدماغ التنسيق والعمل بشكل صحيح مع بعضهما البعض في تمييز الأشكال.
إضافة إلى ما سبق، يُعتقد أنَّ عرض صور بسيطة وعالية التباين للطفل الرضيع في شهوره الأولى قد يساهم بشكل كبير في تهدئته وزيادة مهارات تركيزه وتعزيز فضوله الطبيعي، وتحفيز تكوين روابط خلايا الدماغ لديه بشكل كبير في وقت مبكر.
ففي الأشهر المبكرة، يسهل على الأطفال التركيز على الأشياء عالية التباين خلال هذه المرحلة من التطور. ويكون من السهل على الطفل التركيز على الصور بالأبيض والأسود ذات الأنماط أو الصور المتناقضة، والتي تسمى أيضاً ببطاقات التحفيز البصري للرضع، ويمكن أن تشجع على نمو الرؤية لديهم.
ويمكن الاستفادة من هذه البطاقات عن طريق توزيعها في جميع أنحاء المنزل، حيث يمكن للطفل رؤيتها والتأمل فيها في أثناء استلقائه أو جلوسه.
يمكن لبطاقات التحفيز أن تعزز من قدرات الدماغ ونموهوفقاً لأبحاث الخبراء، فإنه في الأشهر الثلاثة الأولى من حياة الرضع، يمكنهم التركيز على الأشياء التي تبعد من 20 إلى 35 سم تقريباً. ويرى الأطفال الأشياء والوجوه بشكل أفضل من هذه المسافة؛ وهي تقريباً المسافة المناسبة للتحديق في أعين الأم أو الأب أثناء ضمه في الحضن أو خلال وقت الرضاعة.
ومع نمو الطفل، يتلقى دماغه مدخلات من جميع الحواس الخمس. يؤدي هذا الإدخال إلى تكاثر الخلايا العصبية وتشكيل العديد من الروابط مع الخلايا العصبية الأخرى، ما يجعل هذا هو سبب أهمية التحفيز البصري.
في المقابل، إذا ظل الطفل معصوب العينين، فإن المركز البصري في دماغه لن يتطور أبداً، وسوف يتضاءل العصب البصري لديه، ولن يطور الطفل الرؤية أبداً بشكل طبيعي.
من ناحية أخرى، إذا تم تقديم مدخلات بصرية مستمرة في عيون الطفل، فإن الشبكية تقوى وتتطور، وينمو العصب البصري لديه، كما ينمو الجزء البصري من دماغ الطفل ويتطور بشكل أسرع وأقوى.
كل هذه الأشياء المدهشة تحدث بشكل طبيعي من خلال تعرض الطفل للحياة اليومية الغنية بالتجارب والأماكن المختلفة والوجوه المتعددة، ولكنها تزدهر بشكل خاص من خلال التحفيز عالي التباين.
تحفز المرئيات الجريئة وعالية التباين تطوُّر الأعصاب البصرية وتشجع النمو المعرفي للطفل، وهو جزء من نمو الدماغ. وتُظهر الأبحاث وفقاً لموقع "بريا آند بينت" لتربية الأطفال وتنمية مهاراتهم، أن بطاقات التحفيز البصري بالأبيض والأسود تسجل بشكل خاص، بقوة على شبكية عين الطفل، وترسل أقوى الإشارات البصرية إلى دماغه.
وبالتالي يتم تعليم عضلات عين الطفل ودماغه التنسيق والعمل بشكل صحيح، كما يعزز التفاعل مع الصور المتباينة والأنسجة والأنماط المتنوعة قدرات التعلم عند الطفل ومهارات التركيز.
تعتمد البطاقات على الأشكال اللافتة والمتباينة باللون الأبيض والأسودليس هناك شك في أن الأشهر القليلة الأولى من حياة الطفل ستمضي في الرضاعة والنوم، ولكن الخبر السار هو أنه يمكن البدء في استخدام بطاقات التحفيز البصري ذات التباين العالي منذ الشهر الأول.
على سبيل المثال، يمكنك البدء بحمل البطاقات التعليمية ذات التباين العالي على المسافة الموصى بها بعيداً عن وجه الطفل، ويمكن حتى إرفاقها بأمان فوق فراش الطفل أو بجوار حصائر اللعب والاستلقاء على الأرض وما إلى ذلك دون مشكلات.
ولتحقيق النتائج الأمثل، يُنصح باتباع الخطوات التالية:
لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
|
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |