رم - توصلت دراسة حديثة إلى أن أكثر من مليار شخص في جميع أنحاء العالم الآن يعانون من السمنة، مع زيادة المعدلات بين الأطفال 4 أضعاف خلال فترة 32 عاماً، بحسب صحيفة الغارديان البريطانية.
وأظهر تحليل قياسات الوزن والطول لأكثر من 220 مليون شخص من أكثر من 190 دولة، كيف تغير مؤشر كتلة الجسم في جميع أنحاء العالم بين عامي 1990 و2022.
ووفقاً للغارديان، فقد ساهم ما يقرب من 1500 باحث في الدراسة التي أجرتها شبكة التعاون بشأن عوامل خطر الأمراض السارية، بالاشتراك مع منظمة الصحة العالمية.
ووجدت الدراسة أن معدلات السمنة زادت خلال هذه الفترة بمقدار 4 مرات بين الأطفال، وتضاعفت بين البالغين.
معدل السمنة للفتيات والأولاد
أما بالنسبة للفتيات في جميع أنحاء العالم، ارتفع معدل السمنة من 1.7% من سكان العالم في عام 1990، إلى 6.9% في عام 2022. وبالنسبة للأولاد، كانت الزيادة من 2.1% إلى 9.3% خلال نفس الفترة الزمنية.
تُعرَّف السمنة لدى البالغين بأنها مؤشر كتلة الجسم أكبر أو يساوي 30 كيلوغراماً/متر مربع.
وبالنسبة للنساء، ارتفعت معدلات السمنة في جميع أنحاء العالم من 8.8% إلى 18.5%، وبالنسبة للرجال من 4.8% إلى 14% خلال نفس الفترة.
وفي الوقت نفسه، انخفضت معدلات الأشخاص الذين يعانون من نقص الوزن لدى الأطفال والبالغين على حد سواء، ما يعني أن السمنة هي الشكل الأكثر شيوعاً لسوء التغذية في العديد من البلدان في جميع أنحاء العالم.
كما انخفضت نسبة الأطفال والمراهقين الذين يعانون من نقص الوزن في العالم بنحو الخُمس لدى الفتيات، وأكثر من الثُلث لدى الأولاد، في حين انخفضت نسبة البالغين في العالم الذين تأثروا بنقص الوزن إلى أكثر من النصف خلال الفترة نفسها.
في المجمل، كان 880 مليون بالغ و159 مليون طفل يعانون من السمنة في عام 2022. وكانت تونجا وساموا الأمريكية وناورو هي الدول ذات السمنة الأعلى، بنسبة تزيد على 60%.
احتلت المملكة المتحدة المرتبة الـ87 في العالم، من حيث معدلات السمنة بين النساء، والمرتبة الـ55 بين الرجال.
"مقلق للغاية"
بدروه، قال البروفيسور ماجد عزتي، كبير مؤلفي الدراسة، إن من "المقلق للغاية" أن وباء السمنة الذي كان واضحاً بين البالغين في معظم أنحاء العالم في عام 1990، ينعكس الآن في الأطفال والمراهقين في سن المدرسة.
وتابع: "في الوقت نفسه، لا يزال مئات الملايين يعانون من نقص التغذية، لا سيما في بعض أفقر مناطق العالم. ومن أجل معالجة شكلي سوء التغذية بنجاح، من الضروري أن نعمل بشكل كبير على تحسين توافر الأطعمة الصحية والمغذية والقدرة على تحمُّل تكاليفها".
من جهته، قال الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية: "إن العودة إلى المسار الصحيح لتحقيق الأهداف العالمية للحد من السمنة ستتطلَّب عمل الحكومات والمجتمعات، بدعم من السياسات القائمة على الأدلة من منظمة الصحة العالمية ووكالات الصحة العامة الوطنية".
في سياق متصل، أوضح البروفيسور سايمون كيني، المدير السريري الوطني للأطفال والشباب في هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا أن: "هذه الأرقام مثيرةٌ للقلق للآباء مثلما هي مقلقةٌ بالنسبة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية".
وأضاف: "تؤثر السمنة على كل أعضاء الجسم البشري، وبالتالي إذا جاءت في سن مبكرة، يمكن أن يكون لها تأثير كبير على حياة الطفل، مما يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، والسرطان، ومشاكل الصحة العقلية والعديد من الأمراض الأخرى، والتي يمكن أن تؤدي إلى حياة أقصر، وأكثر تعاسة".