غاندي النعانعة
إن لم يكن الفضول مبررا جادا لكي نتعلم، فلا بد أن كوننا ملزمون دوما بتعلم ما نجهله مبرر أكثر جدية ، و في كلتا الحالتين علينا أن نتعلم بشكل فعال عن ذلك الذي نجهله، و ألا نقف عند ذلك الحد، فحسب، فقد تكون معرفتنا تلك مغلوطة، أو مشوهة، و أهون منها أن لو بقينا جاهلين، لذا فإن علينا أن نتجرأ، و نسأل؛ما إذا كنا نتعلم بحق، ما نحن بصدد تعلمه أم لا؟ وما الذي قد يقودنا الى أن نتعلم بفعالية؟ و من ثم، من أجل تحديد ما إذا كنا نتعلم أم لا، فإن علينا أن نمحص ما إذا كنا نعلم بحق، و كيف يكون التعليم حقيقيا؟
أما بالنسبة للتعلم الحقيقي، فلنا أن نقول بأنه يحدث عندما يتم استيعاب المعلومات بشكل فعّال و يقظ، و من ثم معالجتها ليتم تحويلها إلى معرفة قائمة بذاتها، قابلة للتمثل؛وهي عملية تتضمن استبصار المفاهيم،و بناء مهارات جديدة قائمة عليها، ليصار فيما بعد لتطبيقها عمليا، أو نقل أثرها.
و نحن نتعلم باستمرار، نتعلم طوال حياتنا سواء كان ذلك من خلال الخبرات اليومية، أو من خلال التعليم الرسمي وغير الرسمي، أو من خلال التفاعل مع الآخرين، فعملية التعلم لا تتوقف، وهي المسؤولة عن تطوير أفهمنا، ومداركنا على مدار الوقت.
كما أن التعلم يحدث من خلال الخبرات المختلفة، والتعليم بمختلف أنواعه و استراتجياته، وما تلك التفاعلات مع البيئة ببعيدة عن هذا الأمر، لأنها أيضا تنطوي على تعاط متنوع المستويات مع اكتساب المعلومات الجديدة، والمساهمة في النمو الشخصي والفكري المستمر، ليكون التفاعل النشط والدافعية أساسا في عملية التعلم، ونتاجا هاما لها.
فإن كنا نتعلم وفق تلك الوتيرة الواضحة من الاكتساب و الاستيعاب، فهذا يعني أننا تحت ظل عملية دائمةو مستدامة من التعلم، و أنه لا يتبقى أمام تعلمنا سوى أن يكون تعليمنا حقيقيا، وعليه فإن الاجابة السالفة تقودنا إلى سؤال بدهي أخر، كيف يكون التعليم حقيقيا؟.
و لذا فإن التعليم الحقيقي، هو التعليم الذي يكون شاملاً وتفاعلياً، يُعنى بالتشاركية الفعّالة، و التوجيه و التقويم، كاستخدام التفكير النقدي، وتوظيف مهارتي اتخاذ القرار، و حل المشكلات،كما أنه يتطلب توفير بيئة داعمة ومحفزة،يتم فيها توظيف أساليب تعليم متنوعة ومناسبة لاحتياجات الطالب، و متغيرات الزمن و المكان و الثقافة،عندها يعد التعليم جانبًا أساسيًا لتبادل المعرفة وتسهيل التعلم، حيث أن عملية نقل المعلومات والمهارات إلى الآخرين جزء مهم من التواصل البشري والتنمية، فلا يكون التعليم حقيقيا إلا إن كان ملبيا لاحتياجات الطالب،معدا له، للحياة و للمستقبل، مرشدا له نحو فهم يفيد حياته اليومية والمستقبلية.
وعلى ذلك نستطيع أن نقول بإن عمليتا التعلم والتعليم، عمليتان متداخلتان،لا حدود واضحة بينهما، وهما عمليتان تستلزمان ضبطا، و اتزانا ليكون ما نتعلمه حقيقيا و وافيا، و ليكون ما نعلمه سائغا و قابلا للمداولة، و البناء عليه.
لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
|
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |