رم - كامل النصيرات
عائلتي منقسمة.. منهم من يريد إبقاء التلفزيون مثبّتًا على قناة الجزيرة ومنهم من يريد مشاهدة بعض مسلسلات رمضان والانتقال من حالة الجثث والدماء والأخبار المحبطة.. ولستُ ضدّ أن يحدث هذا الاختلاف بيننا فهو حقّ مصون لكل فرد من أفراد عائلتي؛ فأنا رجل يقدّس الحرية والتعبير والنقاشات..
ولكن.. وضعوا تحت "ولكن" هذه اللعينة مليون خطٍّ بما فيها خطوط التلفون والسرفيس والباصات ولا تشمل الخط المستقيم..!
ونعود إلى ولكن.. ولكنّ الأمر وصل بين عائلتي إلى تخوين بعضهم البعض وتسخيف أراء بعضهم.. بل كادت الأمور تتطور إلى تهديدات ضمنية بل حدثت التهديدات الضمنية وتعدتها إلى التهديدات المباشرة ..
قال أحد أفراد عائلتي التي أنا ربّها: زهقنا نكد الجزيرة وحرب وكلام طالع نازل والحرب مطولة ومش معقول نظل فاتحين عليها..
ردّ عليه آخر من أفراد عائلتي التي أنا ربّها: ولك انت ما عندك إحساس وما بنحب فلسطين..
عصّب عليه: اسمع جاي.. بحب فلسطين أكثر من اللي خلّفوك (يقصدني أنا رب العائلة)..
الآخر بعصبية أكثر: والله لو تموت ما بنغيّر عن الجزيرة..
بتهديد واضح: طيب يا (كذا....) بس ييجي أوّل يوم برمضان ونشوف مراجلك..
وها قد أتى أوّل يوم برمضان.. وكلّ عام وأنتم بخير.. خلافات عائلتي مستمرّة .. وكل ما أخشاه أن تقوم حرب أهلية داخل بيتي ولا يقوى على رأبها رب البيت.. الله يستر من تاليها.