العيش في الفيلم الهندي


رم - كامل النصيرات

تذكرتُ تفاصيل فيلم هندي قبل أربعين عامًا ..الضابط الظالم ظلّ في نفس المدينة أكثر من عشرين سنة لحين خروج البطل من السجن ..رئيس العصابة أيضًا ظلّ في نفس المدينة لحين خروج البطل من السجن ..المعاونون مع رئيس العصابة لم يمت منهم أحد وظلّوا في المدينة أيضًا لحين خروج البطل من السجن ..لم يتغيّر في الجميع إلا زيادة بعض الشيب ..و ارتفاع المكانة للأشرار ..
لماذا لم يتغيرّوا ..؟ لا أعلم ..المشكلة ليست في المؤلف ..فالقصة أعجبت المنتج و المخرج و الممثلين ..لأنها لو لم تعجبهم – على سخافتها وركاكتها – لما قبلوا بالعمل جميعًا ..!
طيّب ..لماذا قبلوا ..؟ لا بدّ أن هناك سرًّا في هذا القبول ..! آه ..عرفتُ السر ..الفيلم نجح نجاحًا باهرًا و حطم أرقام شبّاك التذاكر ..هذا يعني أن الفيلم أعجب الجماهير ..يعني الجماهير جزء من اللعبة إن لم يكونوا هم كلّ اللعبة .. !
استفزّني هذا الفيلم الهنديُّ كثيرًا ..فأنا بكيتُ عليه صغيرًا ..ودخل حومة الأشياء التي أثّرت بي ..ولكنني كبرتُ ..وها أنا أختلس بعض المشاهد بترقّب صارم ..ما أكذبني لأنني في الحقيقة أختلس كل المشاهد ..
أعلم أن الفيلم يجرني إلى ذكرياتي ..ولكنّه يشبه العرب جميعًا ..فلا شيء يتغيّر في مدنهم بعد تقدم السنين إلا تكاثر الاسمنت على شكل بنايات ..والشيب الذي يعالجه العرب بالأصباغ ..!!
الآن أدركت ..نحن نعيش في الفيلم الهندي يا سادة ..!!!





عدد المشاهدات : (7106)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :