رم - د. ذوقان عبيدات
الوقت ليس كمية لا تنفَد؛ فلا بداية له، ولا نهاية.
والوقت ليس سريعًا كالسيف: إن لم تقطعه قطعك!
والوقت ليس سُلَحفاة تستطيع تجاوزها!
والوقت ليس ماضيًا وحاضرًا ومستقبلاً تعدّون أيامه، ولا تحصونها!
والوقت كما يقول علماء النفس: نسبيٌّ، بطيءٌ، وسريعٌ، وحسب أحوالك.
فحين تقول للطفل: سأعطيك ما تريد بعد خمس دقائق، ستمرّ عليه هذه الدقائق الخمس كخمس ساعات!
والوقت عند الفلاح، هو من يجعل بذرة القمح سنبلة، ثم رغيفًا.
والوقت عند المزارع، هو من يجعل الحصرم عِنبًا، وربما نبيذًا إذا أراد!
الوقت ينضج على نار هادئة، وكذلك يفعل مع المتاعب:
- فهو من يجعل الحبّة قبّة!
- وهو الذي يصنع القشة التي تقصم ظهر بعير قويّ!
- وهو الذي يصنع من النّسمة زوبعة عنيفة!
- وهو من يجعله يقول؛ هَرِمنا!
- وهو من يجعل الحسناء تكره مرآتها!
- وهو كل ذلك!!
فالثواني؛ طفلة تلعب، أو أمّ تعاني، ولكنه هو من جعل نزار قباني يقول عن شعب فلسطين:
صغرنا أمامكم ألف شهر!
وكبرتم خلال شهر قرونا!
هذا ما يفعله الوقت: هو من يجعل النهر يكبر كلما التقى برافد جديد!
احذر عدم احترام الوقت! فالكسل يكره الأشخاص المشغولين.
ومخطىء من يسحب نفسه من الوقت؛ ليعيش خاليَ البال!
هل تعرف من قادك إلى عشق هزيل؟ أو إلى حرب ضروس مع عدوِّ وهميّ؟
إنه الفراغ، وراحة البال!
فحين قدمت استقالتك من الهموم، درت في فراغ!!
أكرر: هل تنبّأ نزار قباني بأحداث 7 أكتوبر وما بعدها حين قال لغزّة:
صغرنا أمامكم ألف شهر!!
وكبرتم خلال يوم قرونا؟
وأخيرًا؛ هل شعرت أنني خالي البال؟؟؟؟
فهمت علي حضرتك؟!!