رم - تضع نشرة معهد العناية بصحة الأسرة / مؤسسة الملك الحسين، بين يدي القارئ اليوم الإثنين، نصائح مهمة تراعي التغيّرات الإيجابية للجسم خلال الصوم، وتساعد في العودة إلى توازنه في فترة ما بعد رمضان المبارك.
يجلب الصيام خلال شهر رمضان العديد من الفوائد الصحية عند القيام به بشكل صحيح، فالصيام اليومي خلال الشهر الكريم يزيل السموم من الجسم، ومن المهم عدم عكس هذه التغييرات الإيجابية بعد شهر رمضان.
أثناء الصيام اعتادت أجسامنا على تناول الطعام خلال فترات زمنية أقصر، من الإفطار إلى السحور، ويتكيف الجسم مع ساعات صيام رمضان طويلة. كما يعتاد الأشخاص أثناء الصيام على تناول كميات أقل من الطعام في أوقات غير منتظمة، وبعد شهر رمضان قد يكون من الصعب على الجسم العودة إلى "طبيعته".
عندما نصوم، تحدث مجموعة متنوعة من التغييرات المهمة في أجسامنا. يتم تنظيم هرمون الإنسولين واستخدامه لمدة 16 ساعة أو أكثر أثناء الصيام، كما تتكيف أمعاؤنا مع فترة تناول طعام أقصر.
إضافة إلى ذلك، يحدث تغييران هرمونيان مهمان جدًا لمساعدتنا على التكيف مع أيام الصيام. الأول هو الهرمون المضاد لإدرار البول (Antidiuretic Hormone)، والذي يتم إنتاجه في الغدة النخامية ويتحكم في فقدان الماء الزائد من خلال الكليتين مما ينظم ضغط الدم في الجسم. والآخر هو الألدوستيرون(Aldosterone) ، وهو الهرمون الذي تنتجه الغدة الكظرية والذي ينظم توازن الإلكتروليت والسوائل في الجسم.
على ضوء هذه التغيرات، فإننا ننصحك بالامور التالية:
- عندما نصوم، يتكيف الجسم مع انخفاض محتوى الماء وانخفاض توازن الإلكتروليت، وتحتفظ الكلى بالسوائل. بمجرد الإنتهاء من الصيام، من المهم جدًا استعادة توازن الإلكتروليت الدقيق تدريجيًا عن طريق زيادة تناول السوائل ببطء.
- بعد رمضان، من المهم زيادة كمية الطعام التي نتناولها تدريجيًا. يجب أن نختار خمس وجبات أصغر، مما يسمح لأجسامنا بالتكيف مع نمط الهضم الجديد. سيضمن ذلك عدم إجهاد نظامنا الهضمي ويبقينا نشيطين خلال اليوم. مع التركيز على البروتينات والخضراوات الورقية والخضروات الطازجة والكربوهيدرات الجيدة. تجنب تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر أو الدهون، لأن ذلك سيؤدي إلى إبطاء عملية التمثيل الغذائي ويجعل من الصعب عليك العودة إلى المسار الصحيح بعد شهر رمضان.
- وعندما نصوم خلال الأشهر الأكثر دفئاً، فإن الحرارة والرطوبة يمكن أن تسببان فقدان المعادن من خلال التعرق. لذا، حاول إعادة إدخال الماء ببطء وبانتظام إلى روتينك بعد شهر من الصيام. لن يؤدي ذلك فقط إلى تنظيف الكلى وإيقاف احتباس الماء في الجسم، بل سينظم أيضًا ضغط الدم وينعش الأشخاص الذين قد يشعرون بالجفاف. متوسط احتياج الشخص البالغ هو ما لا يقل عن 2.5 إلى 3 لتر من الماء يوميًا. يجب على الناس محاولة تناول الماء وترطيب الجسم خلال النهار، وخاصة بعد شهر رمضان.
- بما أن الجسم يعتاد على النوم في ساعات متأخرة والاستيقاظ في الصباح الباكر لتناول السحور، فمن المهم استعادة إيقاع النوم الأصلي بعد شهر رمضان. حاول أن تستيقظ مبكرًا، وتتناول وجبة الإفطار، دون أن تعود للنوم. سيستغرق إعادة ضبط نمط النوم بضعة أيام، وخلال هذا الوقت، من المهم تجنب القيلولة الطويلة خلال فترة ما بعد الظهر.
- أعد ممارسة روتينك الرياضي وحاول دمج ما لا يقل عن 30 دقيقة من النشاط البدني عدة مرات في الأسبوع.
- فكر في أن تقوم بالصيام عند المقدرة على ذلك بعد انتهاء رمضان: يمكن أن يكون الصيام صحيًا للجسم. وقد ثبت أنه يؤدي إلى فوائد جسدية ونفسية، مثل تحسين الذاكرة والنوم والتركيز وزيادة الطاقة. يمكنه أيضًا تسريع عملية التمثيل الغذائي لديك ويمكن أن يكون وسيلة آمنة لإنقاص الوزن لأنه يسمح للجسم بحرق الخلايا الدهنية بشكل أكثر فعالية من اتباع نظام غذائي منتظم. ولهذا السبب، فإن الصيام بين الحين والآخر يمكن أن يكون مفيدًا. من خلال الصيام بشكل أكثر انتظامًا، ستتمكن أيضًا من إعداد الجسم لصيام شهر رمضان المقبل، ولن يكون هذا بمثابة صدمة كبيرة لنظامك الغذائي.
- الإقلاع عن التدخين للأبد: بالنسبة للمدخنين الذين يعتزمون الإقلاع عن التدخين، يُعد شهر رمضان وقتًا مثاليًا للإقلاع عن التدخين تدريجيًا وفي النهاية الحد من هذه العادة الضارة تمامًا. الآن بعد أن انتهى شهر رمضان، إذا كنت مدخنًا، فحاول ألا تستسلم لرغبتك بالتدخين. طالما أنك استطعت تقليل أو التوقف عن التدخين خلال شهر رمضان، فهذا يُظهر أنه يمكنك التخلص من هذه العادة الضارة من نمط حياتك. لإبعاد تفكيرك عن التدخين، تطلع إلى استبداله بعادة صحية مثل ممارسة الرياضة.
- ساعد جهازك الهضمي: إن الاستهلاك المفرط للحلويات بعد أيام الصيام الطويلة في رمضان كجزء من احتفالات العيد سيؤثر سلباً على الجهاز الهضمي. لمساعدة جسمك، حاول إضافة مكمل بروبيوتيك إلى نظامك اليومي لأن هذا سوف يجدد مستويات النباتات البكتيرية الجيدة في الأمعاء. أظهرت الدراسات أن البروبيوتيك يمكن أن يساعد أيضًا في الوقاية من نزلات البرد والعدوى، وتحسين صحة المرأة وتسريع عملية التمثيل الغذائي.