رم - إذا كنت تؤجل كل عمل تقوم به، خاصة الأمور المهمة والتي تحتاج إلى مجهود وتركيز، فقد يكون السبب القلق والسعي للكمال لا الكسل والفشل.. اعرف كيف تتخلص من التسويف.
نعرف جميعا اللحظة التي يجب علينا فيها أن نبدأ العمل أو نستعد للامتحان ونذاكر المواد، تبدو هذه اللحظة- عند الغالبية العظمى- ثقيلة وغير مريحة، وكل ما يدور في تفكيرنا هو كيف ينتهي العمل ونخوض الامتحان دون مجهود وعناء. قد يسمي البعض هذه الحالة بالتسويف والكسل، أي المماطلة وتأجيل العمل الذي تقوم به، ولكن هل من الممكن التخلص من التسويف؟
اعرفوا أسباب التسويف وأنواعه، والحل مع المماطلة وعلاج الكسل.
أنواع التسويف
ما بين المماطلة والتأجيل والتسويف، قد لا تعرف السبب الذي يجعلك غير مُقبل على القيام بعملك أو مذاكرتك ولا تتمكن من إنهائه في الوقت المحدد أو تؤديه على آخر لحظة، خاصة في المجال الأكاديمي والعلمي، أو حتى في الأعمال والمهام المنزلية مثل الترتيب والتنظيف.
وإذا أردت ان تفهم سبب التأجيل يمكنك التعرف على أسبب التسويف، التي تنقسم وفقا لطبيعة الشخص نفسه إلى:
الكمال
يحدث التسويف عند مواجهة مهمة تحتاج إلى مجهود وتري إتقانها بدقة، ولذلك تجد نفسك تؤجلها حتى يحين الوقت المناسب أو للتفرغ لها وإتمامها بشكل مثالي، وهنا يظهر نمط السعي للكمال الذي يؤدي إلى التسويف، ويكون هدفه أن يتمّ المهمة على اكمل وجه ودون أخطاء مع الاعتناء المبالغ فيه بالتفاصيل، مما يؤدي في النهية لعدم القدرة على إنجازها.
الحالم
الشخص الذي يرغب في إتمام المهام ولكن دون اعتناء بالتفاصيل واتخاذ الخطوات الفعلية، كأنه يعيش في الخيال ومضلل بالأوهام، يعلم- مثلا- أن عليه الانتهاء من كتابة تقرير في العمل، ويمتلك أفكارا رائعة ومميزة، ولكنه لا يتمكن من البحث المتعمق أو يجده مملا، ولا يدرك الوقت وتزعجه التفاصيل.
القَلِق
يخشى الشخص القلق من عدم إتمام المهام كما يجب، ويتوتر من الضغط وتجربة الأشياء والمهام غير المعتادة، كما أنه يرتبك من النتائج والتعليقات أو التوبيخ، ولذلك يُفضل ألا يترك منطقة الراحة ويتجنب أو يؤجل القيام بأي مهمة جديدة.
صانع الأزمات
وهو شخص يتعمد التأجيل والتسويف، ويرى أنها الطريقة التي تؤدي إلى زيادة الإنتاجية رغم عدم دقة ذلك، فقد اعتاد في أثناء امتحانات الجامعة والثانوية العامة أن يجمع المادة في ليلة الاختبار، ومع نجاح هذه الطريقة لمرة، صار يتبعها كأسلوب حياة، ولكن يظهر خطر الاعتماد عليها على المدى الطويل، عندما تغفل التفاصيل بسبب العجلة والرغبة في إنهاء المهام قبل الموعد المحدد
المتحدي
وفي قول آخر "المتمرد"، الذي يماطل ليضع قواعده الخاصة، رافضا أن يحدد له أي طرف موعد انتهاء المهمة أو لماذا يجب أن يقوم بها، كأنه يقوم بالتسويف متحديا كل القواعد.
المبالغ في العمل
للأسف، طبيعة هذا الشخص هي التي تتسبب في التسويف، لأنه يرغب في القيام بأكثر من عمل في وقت ضيق، ولا يمتلك مهارة ترتيب الأولويات واتخاذ القرارات التي تمكنه من تأدية مهامه في وقت مناسب، وغالبا ما يشعر بالإرهاق ويفقد السيطرة على الأمور.
أسباب التسويف
التسويف يعني المماطلة أو التأجيل بهدف القيام بمهمة في وقت آخر قد يكون أفضل، مع معرفة العواقب المحتملة على هذا التأجيل، ومن الشائع أن يحدث التسويف في المجال الأكاديمي وبين الطلاب، أو في المهام اليومية العادية، ولكن قد يعود السبب إلى:
عدم القدرة على تقدير الوقت المتبقي لأداء المهام بشكل صحيح.
ينتظر الشخص الوقت المناسب- من وجهة نظره- للقيام بهذه المهمة.
تفضيل المكافأت والتحفيز الفوري عن المكافأت الناتجة على المدى الطويل.
قد يكون السبب الإصابة بالاكتئاب، وتملك مشاعر اليأس والعجز وفقدان الشغف والطاقة.
يمكن أن يتسبب اضطراب فرط الحركة في تشتيت انتباه الشخص عن أداء المهام.
عدم الاهتمام بأداء هذه المهام من الأساس.
الافتقار إلى الشغف أو الدافع الذي يشجعك على اتخاذ المبادرة والبدء بالعمل.
كثرة التفكير قبل إنجاز المهمة والتمعن في تفاصيلها.
الفرق بين التسويف والتأجيل
إن التأجيل أو التسويف لا يعني بالضرورة أنك شخص كسول، فكما أوضحنا من خلال أنواع التسويف أن السبب في المماطلة قد يكون الرغبة في إتمام المهام على أكمل وجه، أو بسبب حالة نفسية وانزعاج وضيق ناتج عن القلق من البدء، أو انعدام الدافع وفقدان الشغف.
وللتفريق بين التسويف أو المماطلة وبين الكسل، فإن المماطلة فعل نشط، بمعنى أن الشخص يختار ألا يقوم بمهمة معينة أو يؤجلها في حين قد يقوم بمهام أخرى، بينما الكسل هو اللامبالاة والخمول والاستسلام دون أي تصرف سلبي أو إيجابي.
يأتي التسويف كرغبة لتأجيل مهمة لا تحب القيام بها أو تخشى ذلك، لصالح القيام بأنشطة أخرى أكثر متعة، ولذلك تهدد المماطلة مستوى الإنتاجية للشخص، لأن تكرارها على المدى الطويل يؤثر في تقدير الذات ويفاقم الشعور بالذنب وجلد الذات والشعور بالعار، لذلك يجب التخلص منه فورا.
طرق التغلب على الكسل
من أجل التخلص من الخول والقضاء على الكسل أو المماطلة، يمكنك أن تتبع هذه النصائح التي تساعدك على إنهاء التسويف فورا، وهي:
1. قائمة بالمهام: حدد المهام التي عليك القيام بها يوميا أو أسبوعيا، ثم حدد أولويات كل مهمة، وما يجب الانتهاء منه أولا، وما يمكن تأجيله، كخطوة أولى لتتمكن من إدارة الوقت.
2. خطوات صغيرة: ليس بالضرورة أن تقوم بتغيير كلي، ولكن اكتفي بخطوات صغيرة، فلا تتوقع أن تلتزم بجدولك اليومي بشكل حرفي وتقوم بأكثر من مهمة في وقت واحد، ولكن احرص على أن تبدأ بما هو متاح.
3. العلامات التحذيرية: حتى تتمكن من تحقيق الأهداف عليك ملاحظة الإشارات التحذيرية التي تعني أنك على وشك المماطلة في البدء بمهمتك، فإذا وجت نفسك تفكر في الاستمتاع بمشاهدة فيلم بدلا من كتابة الورقة البحثية المطلوبة منك، أو بدأت تمسك بهاتفك وتتصفح الإنترنت بينما عليك أن تنظف أواني الطهي، عندها عليك أن تُرغم نفسك على التخلي عن هذه الأفكار وتبدأ في مهمتك.
4. البعد عن المشتتات: يمكن أن يتسبب التشتيت في إفساد كل مخططاتك، ولذلك يجب البعد عن عوامل إثارة انتباهك عن ما يجب أن تقوم به، فإذا كان عليك أن تذاكر أو تعمل ابتعد عن الملهيات مثل التلفزيون وتصفح مواقع التواصل الاجتماعي أو الألعاب الإلكترونية والتحدث إلى صديقك.
5. كافئ نفسك: عندما تكافئ نفسك بعد أداء المهمة أو تعد نفسك بمكافأة أخرى مع كل مهمة تقوم بها، يعد ذلك من طرق التحفيز الذاتي التي تساعد على التخلص من المماطلة والتسويف.
حتى تبدأ بالمهام وتتخلى عن التسويف والمماطلة عليك أن تجاهد نفسك وتحدد أولوياتك وتضع لنفسك أهداف ووسائل تحفيزية لتشجعك.