كتب : العين عبدالحكيم محمود الهندي
ما زالت الماكينة السياسية الأردنية، تعمل وبأقصى طاقتها، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، لوقف العدوان الصهيوني الغاشم على الأهل في غزة، فمن واشنطن، واصل جلالة الملك جهده الذي انطلق منذ أول رصاصة طالت قطاع غزة، لوقف الجريمة.
وهذه المرة، فإن الظرف يختلف تماماً، بل هو استثنائي منذ بدء العدوان، فتلك جريمة كبرى على الأبواب، وأول مشهد في السيناريو الدامي بدأ منذ توغلت قوات الاحتلال في الجنوب الغزي لتستولي على معبر رفح، المُتنفّس الوحيد لنحو مليون ونصف المليون من الفلسطينيين الذين تم تهجيرهم إلى "جيب" صغير جداً في أقصى جنوب القطاع، فهناك، وإن دارت آلة القتل، فإنها ستكون جريمة العصر، بل ستكون أبشع من كل الجرائم على مدى التاريخ.
وفي لقائه مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، أصر جلالة الملك على أن يتوقف العدوان، وفوراً، وأن تتجمد خطط حكومة التطرف الصهيوني باجتياح رفح، وهو المخطط الشيطاني الذي تصر حكومة حرب الاحتلال على المضي به رغم إعلان المقاومة الفلسطينية موافقتها على مقترح الوسطاء المصريين والقطريين، والذي يهدف في النهاية إلى وقف إطلاق النار ضمن تسوية شاملة تُفضي كذلك إلى تبادل الأسرى، لكن رئيس حكومة حرب الاحتلال، وعلى ما بات مؤكداً، لا يرى في وقف العدوان إلا تعارضاً مع مصالحه السياسية، بل أنه يتعمد القفز إلى الأمام وحماية مستقبله السياسي وتجنب المحاكمة، وربما السجن، على حساب الدم الفلسطيني.
وفوق هذا، فإن اعتداء قوات الاحتلال على معبر كرم أبوسالم، ليس له من هدف إلا خنق القطاع أكثر والتمادي في سياسة "التجويع"، ولعل إطلاق العنان للمستوطنين المتطرفين للاعتداء على المساعدات الأردنية الموجهة للأهل في القطاع، لا يحمل إلا رسالة للأردن بأن أوقفوا المساعدات، وهذا ما لن يكون مهما كان حجم العدوان، وهو ما أكد عليه جلالة الملك، فالأردن، وتحت كل الظروف، لن يتوقف عن مد يد العون لأهله وناسه في كل فلسطين، وبالأخص في غزة.
وفي ذات الزيارة، فقد استغلت جلالة الملكة رانيا العبدالله إطلالتها عبر محطتين إعلاميتين أمريكيتين مهمتين، لتكون الداعم لجهد جلالة الملك، فتحدثت وبكل جرأة، ومن على الأرض الأمريكية، عن ازدواجية معايير أميركا في التعامل مع العدوان، فمن باب، تنادي واشنطن بوقف القتل، فيما ترسل الأسلحة الفتاكة لدولة الاحتلال، إضافة إلى تعمدها تعطيل أي مشروع "أممي" يهدف لوقف إطلاق النار، كما أنها تؤكد على ضرورة إدخال المساعدات لغزة، وفي الوقت عينه لا تردع المحتلين عن الاعتداء على قوافل المساعدات.
مرة أخرى، وفي وقت حساس جداً، يتحرك جلالة الملك عبدالله الثاني، ويطوف الدنيا، ويستصرخ ضمير العالم حتى يصحو من سباته ليضع فصلاً أخيراً لجريمة العصر التي تدور رحاها على أطهر أرض، وتسيل بسببها أزكى الدماء.
لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
|
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |