رم - كامل النصيرات
على وجعٍ يوازي الحقيقةَ كلَّها..أقمتُ الهزائمَ كالولائمِ..ما سمحتُ لأيِّ (تيسٍ) بأن يدخلَ حظائري..! أنا الفاتحُ الغامقُ الطامعُ اللامعُ بين أركانِ الحروبِ؛ وكلّما شذّ منّي خنجرٌ سارعتُ لخاصرتي و أخرجتُ ألفًا ..!
صحيحٌ إنني قد قُتلتُ..و إنني غارقٌ بدمائي..وإنني ميّتٌ بلا اشتهاءٍ؛ لكنّ أنفاسي لم تمت ولم يُصِبْها غبارُ أخوتي وهم يدبكون على جثّتي..وروحي الطريدةُ و الشريدةُ كلّما هامت ؛عادت إليهم وارتمت في أحضانهم كي يحاولوا قتلها من جديدٍ.!
افهموني. هذه الطريقُ لا أبليس فيها ولا أيّ رجسٍ حرامٍ..الطريقُ عندما أحسّت بخطاكم قد تململت فوقها ؛ قالت لإبليس:غادرْ.فالقادمون إليك أكثرُ قدرةً منك بالشيطنة.ومحت كلّ رجسٍ حرام كي تستقبل الأرجاس الجديدة التي فوق مفهوم الحرام.!
صحيح أني ميّتٌ لكنّ وجعي مقيمٌ ..ويبقى شاهدًا لا يقبل التزوير و لا الرعونة ..وهذي يدي الشبحُ تمسككم من ياقاتكم و تجرّكم للبئر ؛ ذات البئر؛ أتذكرونها..؟؟..وأربطكم على كلّ الحوافّ وأجعلكم تدلدلون الرؤوس في ظلمات المسافة و آمركم بأن تصرخوا عليّ لتبحثوا عنّي في غيابة الجبِّ وأنا الواقفُ فوق رؤوسكم أجرّ على ربابتي لحنًا حزينًا لا يفيق إلا على دمعٍ سخيٍّ يحرقُ الأرض حين يعجنُ نفسه بالتراب..!
إنّي فوق رؤوسكم يا إخوتي فقط انتظروا لفوقٍ قليلًا ..إني بكامل قامتي..بكامل موتي..وخناجركم كلّها في خاصرتي..وفمي الذي ملأتموه بأوحال الخطايا ؛ نظّف نفسه حين تمضمض بالثبات و بالصبر الجميل..!
أخوتي يا من هزموا ابليس و احتلّوا مكانه ..يا من صنعوا لي الخديعة في تفاصيل الاحتضان و باغتوني بالرياح في الليلة المقمرة ..يا من هربت من وجوهكم ذئاب الحيّ كلُّها بحثًا عن دليل للبراءة ولم تعد ؛لأنّ البراءة مستحيلة ..! يا من ألقيتم على أبي قميصيَ الدامي و لمّا اكتشف الخديعة لحظة الشمّ قتلتموه كي تقتسموا ميراثه على عجلٍ ..!
إني اليتيمُ ..الضائعُ بين أخوتي..إني القتيل ولا ثأرًا أريد ولا زعامة ..كل ما يجتاحني قشعريرة ؛ وأن تأخذوني إلى قبر أبي ..وهناك تفتحون لي حضنًا نقيًّا و أن نحلف بتراب القبر ألاّ تفرّقنا الهزائم مهما كانت في الخواصر من خناجر ..!
تعالوا أخوتي..فالبكاء الصادق طهورٌ ..
&&&&