في عصر تفوق القوة والغطرسة والانحياز


رم -

عصام قضماني


كنت على مدار الايام الفائتة اتنقل بين المواقف والتصريحات الغزيرة لمسؤولين رسميين عرب واجانب، قبل ان

اعقد مقارنة فقلت لنفسي:

هذا البلد ضعيف او محدود الامكانات الواقع بين فكي الجغرافيا الظالمة والاعيب السياسة الضاغطة والمخادعة، كان ولا زال صلبا في مواقفه وافعاله حيال جريمة الابادة التي ترتكبها الصهيونبة العالمية كل طالع شمس بحق الشعب الفلسطيني.

توقفت كثيرا وكثيرا عند تصريحات وزير خارجيتنا ايمن الصفدي ولاحظت كثيرا وكثيرا قوتها وصلابتها وجرأتها في مقارعة اضاليل الصهيونبة التي فقدت بريقها واخفقت روايتها واقول لولا الدعم الاميركي الاقتصادي والسياسي والاعلامي والعسكري لسقطت هذه الدولة المصطنعة " اسرائيل “ ولكن لله سبحانه في خلقه وتدابيره شؤون، فهذا العلو الصهيوني الذي هيمن على العالم لقرن فات من الزمن بدأ يفقد اوراقه التي تتساقط واحدة تلو الاخرى باسرع مما انفق في زراعتها زورا وبهتانا.

من دون انفعال وبكلمات قوية مقنعة يوجه ايمن الصفدي بمباركة ودعم من جلالة الملك ضرباته الاعلامية القاهرة الى خاصرة الكيان المحتل وقيادته، وهو اذ يفعل انما يغيظ قادة اسرائيل لكنه لا يلتفت الى تهديداتهم وهو اذ يفعل انما يستند الى حجج قوية ومقنعة ودامغة وهو اذا يفعل يستند الى رصيد الدولة الاردنية شعبا وقيادة ومؤسسات في دعم الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة في ازالة المظلومية ونيله حريته الكاملة غير المنقوصة، وهو اذ يفعل يستند الى جدار من المواقف التي ارستها المملكة الهاشمية على مر سنوات الصراع، وهي ان كانت تنشد السلام العادل على مر مسيرتها فهي تشتد صلابة في مواجهة الظلم.

عدت لاتنقل مجددا متابعا مواقف كثيرة لا تحصى وتصريحات عديدة لا تعد، فوجدت ان الكلمات والمواقف الاردنية التي يعبر عنها الصفدي هي تماما تتكامل وتكتمل مع مواقف وكلمات اصغر مواطن اردني مع قمة الهرم.

لا غرابة اذ يتحدث ايمن الصفدي بهذه اللهجة القوية، بينما نسمع ونرى ما تسوقه الملكة رانيا العبدالله من حجج تلقى آذانًا صاغية في الدفاع عن الحق الفلسطيني في مواجهة الظلم وتتماهى تماما في اكتمال المنظومة الدفاعية التي تميز خطوات الملك عبدالله الثاني.

لنعترف ان المواقف العربية لا تتساوى في القوة والصلابة ولنعترف ان العالم العربي لم ينضج بعد ليتخذ موقفا موحدا وصلبا كذلك الذي يتخذه الاردن ولنعترف ان العالم العربي في بعضه يقدم بعض المحاذير في تقاطعاتها الدولية بين المصالح والاتهامية، فهل الاردن لا ياخذ ما سبق بعين الاعتبار ؟!.

على العكس هو لانه ياخذ ما سبق بعين الاعتبار فقد كون موقفا صلبا بدأت شعوب العالم في تبنيه وهذا كاف في مواجهة تفوق القوة والغطرسة والانحياز والازدواجية.




عدد المشاهدات : (5546)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :