رم - د.سامي علي العموش
لا يختلف اثنان على أن هذه المدينة هي مصنع الرجال ومدينة العسكر والمدينة الصناعية بامتياز، كيف لا؟ وهي تحتضن مؤسسات ضخمة منها التعليمية ومنها الصناعية ومنها الاستراتيجية التي لا يمكن الاستغناء عنها.
فموقع الزرقاء ومساحاتها الواسعة جعلتها محطة أنظار العسكر تدريبا وتعليما وسكنا وهي مدينة خليط تجمع كل ابناء المملكة من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها يتنفسون هواءها ويعشقون ترابها وهي مدينة الإعداد والتجهيز والتدريب ومن عرف ميادين البطولة كانت بداياتها في الزرقاء في مراكز التدريب حين تتساقط حبات العرق لتكون الأمل في الدفاع عن الأردن وسماءه وهذه المدينة ساعدت على تجهيز كوادر بشرية مؤهلة قادرة على شق طريق الحياة في الميادين المختلفة، وكان للقيادة الهاشمية الدور الكبير في تطوير وتأهيل هذه الكفاءات برعاية جلالة الملك الذي احتضنته ميادين التدريب في هذه المدينة.
وكان للجامعة الهاشمية النصيب الأكبر عندما حظيت بالاسم والدعم وتخصصاتها وقربها من أبناء الجيش في هذه المحافظة مما ساعد في نقلة نوعية في تحسين ظروف التعليم والتخصصات وتحسين المناخ على مستوى المحافظة ولها الدور الأكبر في توظيف أبناء المحافظة وإعطاءهم الأولوية حيث جاءت هذه الجامعات لتطوير الواقع السكاني وبما يخدم طبيعة المرحلة كل ذلك ما كان ليكون لولى التوجيه والرعاية الملكية السامية ونحن لا نؤكد ما هو مؤكد فالواقع يقول فبالرغم من شح الإمكانات إلا أننا نسير بخطى ثابتة وعزيمة لا تقف لأن لدينا القناعة الكافية بأن هناك قيادة تؤمن بالتحسين والتغيير نحو الأفضل ولغد مشرق.
والأردنيون اليوم لديهم من القناعة في المرحلة الحالية بأننا نعيش في محيط ملتهب وعلينا أن نثبت بأننا الأجدر لخوض غمار انتخابات نيابية قادمة بكل يسر وسهولة لاختيار مجلس نيابي يمثل الشرائح كافة وأن يكون لدينا الدور في الاختيار الأفضل نحو المستقبل.
وتأتي زيارة جلالة الملك في إطار الزيارات التفقدية والميدانية لأبناء الوطن في المحافظات المختلفة لتلمس واقع الاحتياج والاطلاع على الإنجاز والتوجيه نحو المستقبل وبما يحمل من نظرة ثاقبة ومتقدمة تنعكس على القرارات التي تخص كل محافظة من محافظات المملكة، ونحن نقول لجلالة الملك وولي عهده الأمين أهلاً بكم في مدينة الزرقاء، فالقلوب ترحب قبل الألسن، وسيكون بعون الله يوما مميزا وجميلا في حياة أبناء المحافظة والقنطين فيها، ونحن لا نؤكد ولا نجدد ولاء فقد رضعناه حليباً منذ كنا صغاراً وأصبح يسري في شراييننا كما تسري الدماء.
حفظ الله الأردن ملكاً وشعباً وأرضاً