رم - الأستاذ الدكتور يحيا سلامه خريسات
يخطىء الكثيرون عندما يظنون ان الإنسان يحب أو يكره بقلبه لا بعقله، وأن جميع الأحاسيس والمشاعر مرتبطة بالقلب وحده، وأن العقل يحدد الطريق والقلب يختار طريقا آخر، وأن هنالك صراع بينهما وسيادة لأحدها على الآخر.
نعم نحن نحب أو نكره بعقولنا لا بقلوبنا والقلب يخفق فرحا أو غضبا بحسب ما يأتيه من أوامر عصبية تجعله يعيش حالة من الحب او أخرى من الكراهيه أو غيرها من المشاعر الإيجابية أو السلبية ، فالعقل مصدر كل شيء وهو العضو المسؤول عن جميع ما نمر به أو نشعر، ويتغير عمل العقل حسب ما نمر به من حالات نفسية: فالحب يجدد العقل ويطوره ويجعله أكثر نشاطا وأكثر حيوية وأكثر قابلية للإستمرار والحياة.
وعلى النقيض من ذلك الكراهيه، تهدم خلايا الدماغ وتتلف بعضها ويعاني جسم صاحبها من الأمراض ومن الكآبة.
أما الخوف فهو المدمر للعقل والجسد وبه تتلف الخلايا ويعاني القلب من اضطرابات في عمله قد تخرجه عن العمل.
ولحسم الموقف نقول بأن العقل هو المسؤول الأول والأخير عن كل شيء نحس به او نعيشه وأن القلب يخفق وتزداد نبضاته حسب الأوامر التي يتلقاها من العقل، فإن كان الإنسان يعيش حالة من الحب والنشوة ينشط القلب بأوامر من الدماغ فيخفق وتزداد خفقاته ويعيش المرء حالة من السعادة وتسمو روحه وينشط عقله، وعلى النقيض من ذلك إن كان يعيش حالة من الكره تزداد خفقات القلب ويزداد نشاطه وفي هذه الحالة وفي حالة الخوف أيضا مع وجود اختلاف كبير بينهما فإن القلب يتعب وتتعب خلايا الدماغ ويشيخ المرء وهو ما زال من الناحية العمرية شبابا.
فقد ترى شابا قد شابا يكبر من كثرة ما مر به عقله الذي أتعب جسده، وقد تجد شيخا مازال يشعر بالحيوية لأن عقله لم يتعب قلبه وجسده، بل جعلهما يعيشان حالة من النشوة، وقد تتغير حالة النشوة والنشاط إلى حالة الكآبة وقلة الحيلة جسديا وعقليا اذا ما مر الإنسان بحالة من الخذلان واستغلال لمشاعره.
فكلنا جسد وروح وعقل يحرك فينا مشاعرنا فتسمو وتحلق في السماء أو تهوي في واد عميق لا قرار له.