كتبت كوكب حناحنة
لم اختبر معركة التوجيهي كموجه اسري ابوي من قبل، حتى وضعتني ابنتي فرح في خضمها مع دفعة "الأربعة وعشرون".
هذه الدفعة من جيل الألفية لا يقوى غالبيتها حتى على التعامل مع غصن شجرة يعترض طريقه الا بالتصوير واخذ "سيلفي" سريع ومفاجىء معه، يوثقون لحظات لا يختبرونها ولا يققون على حدود مضامينها، قهم يكتفون بقوالب جاهزة يركبون موجتها او ينفذون بنودها بطريقة او بأخرى.
هذا الجيل من الطلبة بات في مواجهة مع مرحلة مفصلية في حياته ووجد نفسه في سباق انقطع فيه نفسه في سبيل الحصول على النموذج الاجود في الدراسة.او في الإجابات على الأسئلة الوزارية المحتملة.
هؤلاء أبناء هذا الجيل انهكتهم العصرنة السريعة التي ابتلعت معها حتى اساليب وادوات الدراسة والمذاكرة التقليدية.، وأصبح فضاء البيوت الإلكتروني مليء بالمنصات ومقاطع اليوتيوب وحلول المعلم "غوغل " واكاديميات افتراضية وبطاقات تعليمية مدفوعة مسبقا وبنوك اسئلة وشرح مكثف او مختصر لهذا الخبير العلمي او ذاك" عدا عن العروض الإلكترونية المغرية ليلة كل امتحان مبحث تعليمي.
هذا الماراثون الإلكتروني المضني للطلبة الذين سيختبرون التوجيهي مع اول امتحان لهم الثلاثاء ساهم في "تسليع" المرحلة واصبح طالب العلم "مستهلك" وزبون يسعى الكل لاستمالته، وبات طلبة التوجهي الذي بلغ عددهم العام الحالي نحو ١٨٧ الف طالب وطالبة بحسب سجلات وزارة التربية حائرون يفكرون كيف السبيل ولمن بذهبون للفوز بصيغة إجابات نموذجية يكتبونها على ورقة امتحانات الثانوية العامة.
مواكبة الحداثة والتحديث شيء جميل، لكن تبقى الغرفة الصفية تلك المنارة التي يشع فيها الق المعرفة، شريطة ان تقدم التعليم بطرق مبتكرة تواكب المرحلة، وعلى المعلم أيضا ان ينهض بفكرة "قم للمعلم وفه التبجيلا" بطريقة تملأ ذهن الطالب وقلبه يالقدوة التعليمية والتربوية، كما ويجب ان تكون المنظومة التعليمية برمتها مرجعية الطالب التي تغنيه عن سواها، تصب خبراتها كلها في صناعة جيل قادر على مواجهة التحديات والتغيرات التي تفرضها طبيعة المرحلة.
لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
|
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |