رم - نهضت المسرحيتان السعودية "ذاكرة صفراء" إخراج حسن العلي، والكويتية "سيناريو وحوار" إخراج فيصل العبيد على الأداء التمثيلي ومتانة النص والرؤية الإخراجية، في العرضين اللذين قدما مساء أمس الثلاثاء ضمن فعاليات مهرجان المسرح الحر الدولي في المركز الثقافي الملكي بعمان.
والعرضان رغم اختلاف ثيمتهما تقاطعتا في الكشف عن مكنوناتهما من خلال خلق شخصيات وهمية محركها الرئيس المرأة، وتعيش مع شخوصها الرئيسة لتجسد تلك الشخصيات معاناة وأفكار ودلالات ما تحمل ثيمة كل من العرضين.
مسرحية "ذاكرة صفراء" التي جاءت ضمن الدورة الخامسة للمسار الشبابي في المهرجان وعرضت على المسرح الدائري تدور أحداث قصتها في زمان ومكان غير محددين حول "أنسي" الشاب الرسام الذي عاش حربًا في بلده ونزح إلى بلد آخر بعد أن أصيب في الحرب بتشوه في وجهه ورجله.
شخصية "انسي" المنعزلة والتي لم تحظ بأي علاقة مع اي شخص وخصوصا المرأة رغم أنه يعيش في البلد الجديد لأكثر من 15 عامًا ولم يتزوج بسبب والده الذي زرع في رأسه أن يعيش حرًا من دون علاقات مع أي امرأة، انبثقت شخصيات العرض الوهمية من اللوحات التي رسمها لتشاركه في حوارات العرض ومنولوجاته كاشفة عن الآلام التي نرزح تحتها وتفرضها سلطات؛ التجارب القاسية وعلى رأسها الحرب، والسلطة البطركية التي يمثلها الأب او الحاكم في قرارات تنسل من "ألانا" دون مراعاة الآخر ومشاعره واحتياجاته ورغباته، وسلطة القيد الذي نستطيب الشخصية بوضع ذاتها فيه
دون أدنى مقاومة او مراجعة لتعيش حالة الانسلاب التي يصعب الانفكاك منها.
أما العرض الكويتي "سيناريو وحوار" والذي جاء ضمن المسار الدولي (الكبار) وعرض على المسرح الرئيس فتدور أحداثه حول مواقف يتعرض لها كاتب مصاب باضطراب الشخصيات المتعددة، حيث تتشكل تلك الشخصيات الوهمية بشكل امرأة كلما حاول كتابة نص جديد لتدور أحداث ومفارقات في كل مرة.
--(بترا)