رم - بدأت قصة سعيد قبيسي في قلب بيروت عام 2000، وسرعان ما أصبح اسمًا مرادفًا لملابس السهرة في أبهى أشكالها. أطلق المصمم الشاب مشغله في بيروت عام 2002، وأصبح منذ ذلك الحين دار أزياء عالمية ملهمة ومصمم أزياء زفاف مع إشادة دولية.
نجح قبيسي في بناء طريقه الإبداعي الخاص الذي يمزج بين الأناقة الخالدة والابتكار المعاصر؛ مما لفت الأنظار إليه، وعزز مسيرة نجاحه التصاعدية؛ إذ تنتشر بوتيكات Saiid Kobeisy في أكثر من 130 نقطة في العالم، وارتدت من تصاميمه الملكة رانيا ومشاهير الفن والمجتمع.
أطلق مؤخرًا مجموعة أزياء تميزت بعبق التاريخ وامتزاجها بالعصر؛ ما جعل التصاميم مبتكرة ومدهشة. وفي حديثه مع "فوشيا"، نتعرف إلى بداية رحلته وإنجازاته ومصدر إلهام مجموعته الجديدة.
هل لك أن تخبرنا عن انطلاقتك الأولى في عالم التصميم؟
كان والدي يملك متجرًا متخصصًا في أزياء السهرة، ما أثار إعجابي بالقصّات والستايلات والأقمشة المختلفة. أصبحت مفتونًا بكيف تكمل الصور الظلية المختلفة شخصية والأسلوب الفريد لكل امرأة. هذا الشغف قادني لدراسة تصميم الأزياء. وعندما شعرت بأنني مستعد لمتابعة حلمي، أسست دار أزياء الكوتور الخاص بي، وافتتحت أول أتيلييه في بيروت عام 2002. وكان هذا بمثابة بداية رحلتي.
كيف تطورت تجربتك وكيف تصفها بعد مضي سنوات؟
على مر السنين، تطورت رحلتي من خلال احتضان الابتكار والتكنولوجيا. وتقديم صورة رمزية متقدمة، توفر الدار الآن عملية افتراضية سلسة للعرائس، بدءًا من الاستشارة الافتراضية الأولية والاستمرار في التصورات المتطورة طوال عملية إنشاء قطعة الأزياء الراقية الخاصة بهن.
تأثرتَ بخط ديور وتصاميم الدار، ما الذي تجده مميزاً في ديور عن غيرها من العلامات؟
يعتبر كريستيان ديور مصدر إلهامي في المقام الأول؛ بسبب قدرته التي لا مثيل لها في إيجاد صورة ظلية دائمة الشباب. تتمتع تصميماته بجودة خالدة، ويستمر في إلهام عالم الموضة والتأثير عليه حتى اليوم.
استوحيت تشكيلتك الأخيرة من العصر المينوسي الذي يعتبر من أقدم الحضارات في أوروبا وتحديداً في اليونان، ما الذي ساقك إلى ذلك الزمان؟
مصدر وحينا لتشكيلة موسم خريف وشتاء 2024 -2025 ينبع من العصر المينوسي، إحدى الحضارات الأوروبية القديمة والأكثر ثقافة والواقعة جغرافياً في اليونان اليوم. لقد أسرنا هذا العصر بتراثه الثقافي الغني وإنجازاته الفنية وحرفيته المتقدمة.
كان المينويون معروفين بلوحاتهم الجدارية النابضة بالحياة، والفخار المعقد، والمنسوجات المتقنة، والتي قدمت جميعها كنزًا من الإلهام التصميمي. من خلال الغوص في هذه الحضارة القديمة، كنا نهدف إلى إنشاء مجموعة تجمع بين الثراء التاريخي والتصميم المعاصر، وتقديم قطع خالدة ومبتكرة.
هل لك أن تتخيل كل قطعة مَن تناسب مِن شخصيات العالم؟
تم تصميم كل قطعة في مجموعتنا لتجسيد الأناقة الخالدة التي تتجاوز العصور؛ ما يجعلها مناسبة لمجموعة واسعة من الشخصيات في جميع أنحاء العالم. توفر التصميمات المعقدة والأقمشة الفاخرة تطوراً متعدد الاستخدامات يناسب الأذواق والأنماط المتنوعة. تتضمن هذه المجموعة مزيجًا فريدًا من العظمة التاريخية والسحر المعاصر. تم تصميم هذه القطع لإضفاء انطباعٍ خاص؛ مما يضمن أن يشعر أي شخص يرتديها بالتميز والارتباط بالنسيج الغني للتراث الثقافي الإنساني.
كيف يصف سعيد قبيسي العروس التي يصمم لها ثوب زفافها؟
تجسد عروس سعيد قبيسي الأناقة الكلاسيكية والأسلوب المعاصر. تمثل روح المغامرة وتحتفل باحتضانها كل ما هو حديث. ولتقديرها للأناقة، فإنها تعرض بفخر ميزاتها الفريدة؛ ما يجعل كل تصميم انعكاسًا حقيقيًا لتفردها.
ما الذي تعتقد أنه يميز تصميماتك ويجعلها تحظى باهتمام السيدات؟
تبرز تصميماتنا من خلال مزيج دقيق من الأناقة الخالدة والابتكار المعاصر؛ ما يجعلها جذابة للنساء اللاتي يقدرن الأسلوب والمضمون. تم تصنيع كل قطعة مع التزام لا يتزعزع بالجودة والتنوع والاهتمام بالتفاصيل، لتلبية الاحتياجات الديناميكية للمرأة العصرية. إن هذا التفاني في الاحتفال بالفردية والثقة يحظى باستمرار بإعجاب النساء المميزات في عالم الموضة.
هل يمكنك مشاركتنا أحد الإنجازات التي تفتخر بها كمصمم؟
يسعدني أن أعلن عن افتتاح أول صالة عرض لي في باريس، 66 شارع فوبورغ سانت أونوريه. كما أن إحدى أكثر اللحظات العزيزة في مسيرتي المهنية كانت بلا شك شرف ارتداء جلالة الملكة رانيا، ملكة الأردن، تصميمًا خاصاً. كانت تعقيدات الفستان مستوحاة بدقة من شخصية جلالتها التي لا مثيل لها؛ مما يمثل تحديًا يتطلب التنفيذ الدقيق.
في زمننا هذا يلتزم المصممون بالاستدامة في صناعة الأزياء هل تراعي في تصاميمك هذا النهج؟
قطعاً. من خلال استخدام أحدث الأدوات والبرامج، نقوم بإنشاء وتغيير الملابس ثلاثية الأبعاد الواقعية؛ مما يقلل إلى حد بعيد من إنتاج العينات والشحن ونفايات المواد. وهذا النهج لا يوفر الوقت فحسب، بل يعزز أيضًا عملية مستدامة. يتميز مستقبل الموضة بالذكاء والتخصيص والاستدامة، مدفوعًا بالتأثير التحويلي للذكاء الاصطناعي.
بعد باريس، عينك الآن على أي بلد في العالم؟
بعد افتتاح صالة عرضنا في باريس، يبقى حلمي هو التوسع في أهم عواصم الموضة في العالم.