رم - عصام قضماني
مثل كل القطاعات الاقتصادية تأثرت شركة الخطوط الملكية الأردنية بالحرب في غزة، لكن الفرق هو أن معاناتها كانت سابقة على ذلك بكثير.
الربيع العربي، كورونا، وأخيرا العدوان الإسرائيلي على غزة وقبل ذلك بكثير حروب الخليج المتعاقبة.
صمدت الشركة وها هي اليوم بدلا من أن تلوذ بخنادق الدفاع تبدأ هجوما بتحديث اسطولها لتعزيز تنافسيتها في المنطقة والعالم.
لا تتنافس «الملكية» مع غيرها في المدن العالمية بل المنافسة هي في عقر دارها عندما تختطف مئات الشركات العالمية زبائنها في سوقها وفي مطار بلدها.
سوء حظ شركة الملكية الأردنية أنها كلما خطت خطوة نحو التعافي تتفاجأ بما هو غير متوقع.
قلصت «الملكية» خسائرها المتراكمة وبدات بتحقيق أرباح مع تحسن السياحة والسفر، ولم تكد تخرج من تداعيات وباء كورونا وإغلاق المطارات وتوقف الطيران حتى داهمتها الحرب الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، وارتفاع مخاطر السفر مع الغاء حجوزات سياحية كان للشركة نصيب كبير منها.قبل الحرب ارتفع معدل إمتلاء طائرات الملكية الأردنية إلى 78% مقارنة 77% للعام السابق، وارتفعت إيرادات الشركة من 612.8 مليون دينار للعام 2022 إلى 733.5 مليون دينار للعام 2023 وبنسبة 20%. تحسن النتائج التشغيلية خلال العام 2023 وتحقيق أرباح صافية بقيمة 10.8 مليون دينار خلال الأشهر التسعة الأولى من العام 2023 مقابل خسائر بلغت 71.6 مليون دينار لنفس الفترة من العام 2022، اصطدمت بتطورات الربع الرابع من العام 2023، التي تاثرت بشكل كبير بالحرب على غزة وأدت إلى انخفاض في حركة السفر إلى الأردن، وبالتالي انخفاض إيرادات الشركة في هذا الربع بحوالي 40 مليون دينار عن ما هو متوقع، والذي أدى إلى خسارة صافية في عام 2023 بلغت 8.5 مليون مقارنة مع خسارة صافية بلغت 78.9 في عام 2022.نفذت الشركة خطة لتقليل التكاليف وضبط النفقات في مختلف المجالات للحفاظ على النتائج الإيجابية والأداء القياسي، لكن ذلك لم يسعفها في استيعاب الأضرار في فترة الربع الأخير.
بالرغم من ذلك وضع الشركة الحالي إيجابي، لا سيما مع بدئها بتنفيذ خطة النمو والتطور من حيث تحديث الأسطول وزيادة عدد المحطات وتحسين خدمات المسافرين التي كانت حتى وقت قريب محط انتقادات.
استكمال إجراءات إعادة هيكلة رأس المال خلال الربع الرابع من العام 2023 بإطفاء 201 مليون دينار من الخسائر المتراكمة وإطفاء الإحتياطي الإجباري وزيادة رأس المال بمبلغ 240 مليون دينار (170 مليون دينار من خلال تملك 90% من أسهم شركة المطارات الأردنية، بالإضافة الى 70 مليون دفعات على حساب رأس المال، خطوات جيدة لكن هذا التعافي لا يجب أن يدفع لترك الشركة تواجه هذه التطورات السلبية وحيدة، وما تحتاجه هو استكمال خططها نحو مزيد من التعافي.
المشكلة التي تواجهها الشركة ليست مؤقتة أو مرتبطة بمدة الحرب التي قطعت حتى الآن عشرة أشهر بل بتداعياتها وعودة حالة الثقة واليقين مع عودة السياحة والسفر إلى الأردن والخطوط التي تخدمها الشركة وهو ما سيحتاج إلى وقت أطول.
لا يضير الملكية الأردنية ملكية الحكومة لها بحصص الأغلبية إنما يضيرها أن لا تدار باسلوب القطاع الخاص ومنح إدارتها المرونة والصلاحية لاتخاذ القرار المناسب بالسرعة المطلوبة.